أوضحت نادية عبد الله، خبيرة لغة الإشارة، أن الصم وضعاف السمع يواجهون العديد من التحديات عند استخدام تطبيقات التواصل الاجتماعي مثل "تيك توك"، وذلك بسبب غياب الترجمة بلغة الإشارة عن أغلب المحتوى المعروض.
وفي حديثها، أشارت عبد الله، خلال حوارها مع الإعلامي إيهاب حليم ببرنامج "صدى صوت" عبر فضائية الشمس، إلى أن الخوارزميات والذكاء الاصطناعي المستخدم في تيك توك تلعب دورًا في عرض المحتوى المناسب حسب اهتمامات المستخدم، وهو ما تلاحظه حتى في تجربة تصفح شخصية، لكنها ربطت ذلك بإشكالية مهمة تتعلق بعدم توفر المحتوى بلغة الإشارة، ما يصعب على فئة الصم التفاعل الكامل مع المنصة.
وأكدت أن المستخدمين من الصم يبحثون عادة عن فيديوهات مترجمة بلغة الإشارة باستخدام كلمات مفتاحية مثل "صم" أو "لغة الإشارة"، لكنهم يصطدمون بقلّة المحتوى المناسب لهم. ونتيجة لذلك، لا يُعد تيك توك منصة رئيسية لهم، بل غالبًا ما يدخلونها من باب الترفيه، لمشاهدة مقاطع مضحكة أو التواصل بلغة الإشارة مع بعضهم البعض في ما يشبه "العالم المغلق" ضمن حدودهم الخاصة.
وأوضحت عبد الله أن الصم لا يتفاعلون مع المحتوى المسموع أو المنطوق، بل يعتمدون على الأداء البصري ولغة الجسد وتعبيرات الوجه، وضربت مثالًا بالفنان الراحل إسماعيل ياسين، الذي يُعد من الفنانين المفضلين لدى فئة الصم بسبب تعبيراته الواضحة وأسلوبه التمثيلي البصري، وذكرت أن هذه الفئة تفهم المحتوى الكوميدي ليس عبر سماع النكت، بل من خلال الإيماءات والحركة التي تعبر عن الطرافة.
وأضافت أن الشخص الأصم قد لا يفهم مضمون فيديو يتناول موضوعًا معينًا إن لم يكن مترجمًا بلغة الإشارة، لكنه قد ينجذب إلى الأداء التمثيلي إذا كان واضحًا. وأكدت أن التفاعل البصري هو المدخل الرئيسي لفهم الصم للمحتوى، مشيرة إلى أن بعض الفنانين استطاعوا أن يصلوا إلى هذه الفئة بسبب وضوح أدائهم وحركتهم على الشاشة.
دعوة لزيادة الاهتمام بإتاحة المحتوى بلغة الإشارة على تيك توك وغيره من المنصات
واختتمت حديثها بدعوة لزيادة الاهتمام بإتاحة المحتوى بلغة الإشارة على تيك توك وغيره من المنصات، من أجل دمج حقيقي لهذه الفئة وتسهيل تفاعلهم مع العالم الرقمي كجزء من المجتمع، وليس كفئة معزولة أو مهمشة.