تحية للسيادة المصرية

الخميس 12/يونيو/2025 - 08:59 م 6/12/2025 8:59:15 PM

اطلعت بكل التقدير والاحترام على بيان وزارة الخارجية المصرية بشأن ما يسمى «قافلة الصمود» التى تحركت من تونس والجزائر فى طريقها إلى ليبيا بغرض الدخول إلى الأراضى المصرية عبر الحدود البرية الغربية.. وهنا لا بد أن أشيد بهذا البيان الذى تمت صياغته بقدر كبير من الرقى والوطنية والتأييد للشعب الفلسطينى فى محنته وفى ذات الوقت بالحسم فى موقف الدولة المصرية تجاه تلك القافلة التى تشوبها العديد من علامات الاستفهام بل والخطورة.. وتأكيد البيان على سيادة الدولة المصرية وأحقيتها فى الحفاظ على أمنها القومى طبقًا للأعراف الدولية وحفاظًا على استقرارها من أى محاولات للعبث أو النيل من استقرارها.. ولعل أبرز ما جاء فى البيان- لمن أراد أن يفهم- أن مصر سبق لها السماح بزيارة وفود أجنبية للمنطقة الحدودية المحاذية لغزة بعد الحصول على موافقات مسبقة؛ لإتمام تلك الزيارات وأن السبيل الوحيد لإتمامها هو إتباع الضوابط التنظيمية والآليات المتبعة منذ الحرب على غزة، وهى التقدم بطلب رسمى للسفارات المصرية فى الخارج أو من السفارات الأجنبية فى القاهرة لكى يتم الإعداد الجيد والترتيب الآمن لتلك الزيارات؛ تحسبًا من التعرض لأى خطورة قد تتعرض لها خاصة من الجانب الآخر.
وما إن صدر هذا البيان حتى تعالى نعيق البوم ونباح الكلاب الضالة على صفحات التواصل الاجتماعى أو على قنوات الإخوان المأجورة تهاجم البيان وتندد بموقف الدولة المصرية وهو ما يؤكد أن تلك القافلة المشبوهة لم يكن هدفها الرئيسى إطلاقًا تقديم أى مساعدات أو معونات للشعب الفلسطينى، بقدر ما كان إحراج الدولة المصرية وإظهارها بمظهر العداء للشعب الفلسطينى ومعاناته ضد الاحتلال الإسرائيلى.
وهنا أسوق بعض الحقائق والمعطيات وردود الأفعال حول تلك المحاولات الخبيثة بل والإرهابية أيضًا..
-أنه ما من مصرية أو مصرى صادق ورشيد وشريف إلا وقد عبر عن رفضه القاطع لهذه المسيرة المزعومة والقافلة المأجورة، سواء كان هذا الرفض من خلال السوشيال ميديا أو فى التجمعات أو وسائل الإعلام، وذلك لقناعتهم بعدم شفافية هذا التحرك ولاشتباه فى أنه يهدف إلى إحراج الدولة أو زرع بذرة لقيام مظاهرات تتزعمها وتحركها جماعة الإخوان الإرهابية.
-أن رؤساء الدول الثلاثة التى تمر بها القافلة لم يشاركوا فى آخر مؤتمر للقمة، والذى عقد فى بغداد لمناقشة القضية الفلسطينية، فكيف يسمحون بتلك المسيرة الهمجية وهم أصلًا لم يهتموا حتى بإصدار أى بيانات تدين الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة؟
-لماذا تصدرت مواقع ومقالات ومحطات جماعة الإخوان الممولة من الخارج الهجوم على مصر نتيجة موقفها الواضح والمحترم تجاه أى منظمة أو زائر بضرورة الالتزام بقواعد ونظام الدخول للدولة المصرية عبر موانيها المختلفة جوًا وبرًا وبحرًا، إلا إذا كان لديهم هدف خبيث فى تصدير القلاقل والفوضى تمهيدًا لتحركات جديدة لهم؟
-بماذا نفسر ضبط بضعة محامين مغاربة وجزائريين بمطار القاهرة وبحوزتهم منشورات دعائية ضد الدولة تؤدى إلى التأثير على الأمن القومى للبلاد.. وفى ذات الوقت القبض على شبكة تجسس دولية فى مثلث الحدود المصرية- الليبية- السودانية وتحديدًا فى صحراء العوينات وبحيازتهم كميات كبيرة من أجهزة التجسس لصالح مخابرات دولية وكذا كميات من أجهزة الإنترنت الفضائى وكميات من هواتف الثريا للاتصالات الدولية بالأقمار الصناعية، بالإضافة إلى ضبط أجهزة ستار لينك للتجسس مع ضبط سيارات أمريكية الصنع من ماركة فورد تندرا وكذا كميات كبيرة من المواد البترولية بحيازتهم ومبالغ مالية كبيرة، ما يؤكد أن هناك رابطًا بين ضبط تلك الشبكة وهذه المضبوطات وبين قافلة الصمود، وذلك لتزامن وصولهما معًا إلى الأراضى الليبية؟
-أتحدى أنه وعلى مر الزمن ومنذ عام 1948 أن هناك دولة عربية تحملت المسئولية عن القضية الفلسطينية، كما تحملتها الدولة المصرية وشعبها الحر الأصيل الذى تحمل تبعات كافة الحروب التى خاضتها قواتنا المسلحة بسبب تلك القضية، والتى كان لها تأثيراتها السلبية على حياتنا واقتصادنا وأرضنا وأمننا.
تحية للشعب المصرى الواعى الأصيل ولرجال القوات المسلحة المرابطين على حدودنا الإقليمية بكل يقظة وشجاعة وإلى قوات الشرطة العاملين بالمنافذ والمطارات لمنع دخول من تسول له نفسه القيام بأى أعمال تضر بأمن وسلامة البلاد.. وتحيا مصر دائمًا وأبدًا عالية حرة أبيه قوية ذات سيادة لا يمكن أن تتأثر بأى ضغوط أو محاولات تهدد أمنها واستقرارها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الجنيه الإسترليني في البنوك اليوم الإثنين 9 يونيو 2025
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل