كشفت القناة الـ13 الإسرائيلية، عن آخر تطورات مفاوضات الهدنة في غزة، حيث كشفت مصادر مطلعة على مسار المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، عن أن أيًا من الطرفين لم يرفض حتى الآن المقترح المحدث الذي تقدم به المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف، من أجل وقف إطلاق النار وتحرير المحتجزين.
وأضاف المصدر أن عدم الرفض حتى هذه اللحظة يعتبر مؤشرًا إيجابيًا ويدل على إمكانية حدوث تقدم كبير في المفاوضات لوقف الحرب المستمرة منذ أكثر من 20 شهرًا.
وأشارت القناة العبرية إلى أن المقترح المطروح حاليًا على طاولة التفاوض ينص على وقف إطلاق نار لمدة 60 يومًا تقريبًا يتم خلالها الإفراج التدريجي عن المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح ألف أسير فلسطيني، إضافة إلى زيادة ملموسة في حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل قطاع غزة، وانسحاب جزئي لقوات الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة.
موافقة إسرائيلية مبدئية
وأكدت القناة الـ14 الإسرائيلية، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلية، وافقت بشكل مبدئي على الصيغة الجديد التي قدمها ويتكوف، ورغم الموافقة الإسرائيلية الأولية، أكد مسئولون سياسيون في تل أبيب أن الكرة الآن في ملعب حركة حماس، التي يُنتظر أن ترد على المقترح خلال أيام، وسط مزيج من الحذر والتفاؤل يسود الأوساط السياسية الإسرائيلية.
وفي هذا السياق، أفاد مصدر سياسي رفيع أن بعض المؤشرات القادمة من حماس توحي بوجود مرونة غير مسبوقة، خصوصًا فيما يتعلق بجداول تحرير المحتجزين.
وأشارت القناة العبرية، إلى أنه بعد أن كانت الحركة تشترط في السابق الإفراج الكامل عن جميع المحتجزين الأحياء بعد التعهد بالوقف الشامل لإطلاق النار، فإنها الآن باتت منفتحة على تنفيذ هذه الخطوة في مراحل مبكرة من التهدئة، دون اشتراط إنهاء الحرب بالكامل.
ملامح المقترح الجديد
وبحسب القناة العبرية، فإن بنود المقترح الجديد تتبلور حول عدة نقاط أساسية وهى الإفراج عن 10 محتجزين أحياء في المرحلة الأولى إضافة إلى جثامين عدد من المحتجزين الآخرين.
وتابعت أن المقترح يتضمن أيضًا دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ لمدة تصل إلى شهرين، تحت إشراف وضمانات أمريكية، بالإضافة إلى إطلاق سراح أكثر من ألف أسير فلسطيني، بينهم محكومون بالسجن المؤبد، في خطوة وصفها مسئولون إسرائيليون بأنها تنازل كبير يهدف لتعزيز فرص نجاح الصفقة.
وأوضحت القناة أن المقترح يتضمن أيضًا تعديل آلية توزيع المساعدات في غزة، وهو بند يشكل نقطة خلاف مع حماس التي تطالب بعودة النظام السابق الذي يتيح لها إشرافًا مباشرًا على توزيع المعونات، وانسحاب إسرائيلي جزئي من قطاع غزة، بالإضافة إلى ضمانات أمريكية بعدم خرق وقف إطلاق النار، مع التأكيد أن إسرائيل لا تلتزم بإنهاء الحرب طالما لم تُحرز تفاهمات نهائية حول شروط إنهائها.
وتابعت أنه رغم الضغط المتزايد من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لإنهاء الحرب، شدد مسئولون إسرائيليون على أن تل أبيب لا تقدم أي التزامات تجاه مجلس الأمن أو واشنطن بشأن وقف الحرب قبل استعادة جميع المحتجزين وإنهاء حكم حماس في غزة.
وقال مسئول سياسي إسرائيلي إن "حماس يجب أن تُهزم، ولا يمكن أن تبقى في غزة، وهذه لا تزال هدفًا مشروعًا يحظى بتأييد أمريكي".
وفي تطور لافت، تحدث رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء عن "تقدم كبير" في المفاوضات، قبل أن يصدر مكتبه توضيحًا يصف الأمر بـ"تقدم محدود".
وفي الوقت ذاته، تواصلت الجهود المكثفة من قِبل الولايات المتحدة وقطر ومصر لدفع عجلة المفاوضات العالقة، وسط استمرار الخلافات الجوهرية بشأن شروط إنهاء الحرب.
وأفاد مصدر مطلع أن واشنطن قدمت لحماس ضمانات تشمل خطوات تؤدي إلى إنهاء الحرب، ولكن لم يتضح بعد ما إذا كانت هذه الضمانات مقبولة من قبل الحكومة الإسرائيلية، خاصة في ظل تركيبتها الائتلافية الحالية.
وتضمنت المبادرات اقتراحًا بوقف إطلاق النار طالما استمرت المفاوضات بنية حسنة، على أن يكون الرئيس ترامب هو الضامن الرئيسي لتنفيذ الاتفاق.
ورغم ما تصفه المصادر الأمريكية بـ"المرونة النسبية" في موقف حماس، إلا أن الفروق في المواقف بين قيادة الحركة في غزة، التي باتت أكثر تشددًا بعد تصفية محمد السنوار، وقيادتها في الخارج التي يقودها خليل الحية، ما زالت تطرح تحديًا أمام بلورة موقف موحد يمكن أن يُفضي إلى توقيع الاتفاق.