شهد مركز دار السلام بمحافظة سوهاج حادثًا مأساويًا هز أركان المنطقة، حيث أقدم رجل على قتل أبنائه الثلاثة ثم انتحر داخل منزله، بسبب الخلافات الزوجية والحالة النفسية السيئة للأب، بالإضافة إلى معاناة اثنين من أبنائه من إعاقة ذهنية، كانت وراء هذه الجريمة المروعة.
أب يقتل أبنائه وينهي حياته
بدأت تفاصيل الواقعة عندما تلقى اللواء صبري صالح عزب، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من وحدة مباحث مركز شرطة دار السلام يفيد بتلقي بلاغًا من 3 من جيران المتوفى وهم: رسمية أ.م.ع (70 عامًا، ربة منزل)، وأمين ع.م.ع (40 عامًا، سائق)، وشقيقه أحمد (52 عامًا، مزارع)، وجميعهم يقيمون في نفس دائرة المركز، وأفاد المبلغون أنهم اكتشفوا قيام جارهم، المدعو محمود (48 عامًا، عامل زراعي)، بقتل أبنائه ثم الانتحار بمنزله.
تفاصيل العثور على الجثث
على الفور، انتقلت قوة أمنية إلى مكان الحادث، حيث عثرت على جثة الأب "محمود" مسجاة على ظهره أعلى سرير في غرفة بالطابق الثاني من منزله المكون من طابقين، وكان يرتدي كامل ملابسه، ولوحظ وجود شال يتدلى من جنش حديدي بسقف الغرفة.
وبمناظرة الجثة، تبين وجود "سحجة دائرية غير مكتملة حول الرقبة" دون وجود إصابات ظاهرية أخرى، مما يشير إلى انتحاره شنقًا.
وفي نفس الغرفة بالطابق ذاته، عثرت الشرطة على جثث أبنائه الثلاثة وهم:
- إنجي (18 عامًا، طالبة): عُثر عليها مصابة بأربع طعنات في الرقبة من الناحية اليمنى.
- محمد (12 عامًا، تلميذ): تبين وجود آثار تجمع دموي حول رقبته.
- ريتاج (8 أعوام، تلميذة): تبين وجود آثار تجمع دموي حول رقبتها.
وكان جميع الأطفال يرتدون كامل ملابسهم، ولم تكن هناك إصابات ظاهرية أخرى على جثتي محمد وريتاج بخلاف ما ذُكر. وعثر بجوار جثة الابنة الكبرى "إنجي" على سلاح أبيض عبارة عن سكين مطبخ عليها آثار دماء، مما يرجح استخدامها في الجريمة، كما تبين سلامة نوافذ وأبواب المنزل، مما ينفي وجود أي اقتحام خارجي.
شهادات المبلغين ودوافع الجريمة
أفادت المبلغة الأولى، السيدة رسمية، أنها لاحظت عدم خروج جارها وأبنائه من منزلهم منذ يوم أمس، وعندما قامت بالنداء عليهم ولم يستجيب أحد، استعانت بشقيقي الجاني، أمين وأحمد، للاطمئنان عليهم.
وأضاف الشقيقان أنهما عند وصولهما ودخولهما المنزل، اكتشفا الواقعة وقاما بإنزال شقيقهما ظنًا منهما أنه لا يزال على قيد الحياة، ثم قاما بإبلاغ الشرطة.
وعلّل المبلغون إقدام الجاني على ارتكاب هذه الجريمة البشعة ثم الانتحار بـسوء حالته النفسية.
وذكر المبلغون أن زوجته، المدعوة أمل ص.ح.م (41 عامًا، ربة منزل)، كانت قد تركت منزل الزوجية منذ يوم أمس بصحبة نجلهما الطفل "ياسين" (4 أعوام)، وأقامت طرف شقيقها في نفس الناحية، ويعزى ذلك إلى وجود خلافات زوجية بينهما.
كما أشار المبلغون إلى معاناة اثنين من أبنائه (محمد وريتاج) من إعاقة ذهنية، مما قد يكون قد فاقم من حالته النفسية.
لم يتهم المبلغون أحدًا بالتسبب في الواقعة، وتجري النيابة العامة تحقيقاتها لكشف ملابسات الحادث بشكل كامل.