مع تصاعد القلق الدولي بشأن طموحات إيران النووية، تشير تقديرات حديثة صادرة عن معاهد أمنية ودولية متخصصة إلى أن طهران باتت على بُعد أسابيع، إن لم تكن أيامًا من امتلاك القدرة التقنية لإنتاج سلاح نووي، إذا ما اتُّخذ القرار السياسي بذلك.
تخصيب عالي.. وقدرات متقدمة
بحسب تقرير حديث لمعهد العلوم والأمن الدولي (ISIS)، تمتلك إيران الآن ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لإنتاج أكثر من خمس قنابل نووية خلال أسبوعين، بعد تجاوزها عتبة التخصيب بنسبة 60%، وهي نسبة تقترب تقنيًا من عتبة تصنيع القنبلة التي تُقدَّر بـ 90%.
ويقول خبراء إن طهران قد تنتج أول دفعة من اليورانيوم الصالح للاستخدام العسكري (25 كجم تقريبًا) خلال يومين إلى ثلاثة فقط، عبر منشأة فوردو، باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة.
غياب الشفافية يعقّد المشهد
من جانبه، أقرّ المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رفائيل جروسي، بأن الوكالة "تفتقر إلى معلومات كافية حول طبيعة البرنامج النووي الإيراني"، مؤكدًا وجود آثار يورانيوم مخصب بشريًا في ثلاثة مواقع غير مُعلنة.
وأضاف أن إيران لم تقدم إجابات فنية كافية، بل قامت بمحاولات تنظيف للمواقع، مما أعاق قدرة الوكالة على التحقق الكامل، وهو ما يعزز الشكوك بشأن وجود عناصر عسكرية في البرنامج النووي.
قرار سياسي... لا تقني
وتؤكد تقارير استخباراتية غربية أن طهران تملك بالفعل البنية التحتية والخبرة اللازمة لإنتاج قنبلة نووية خلال أشهر قليلة. غير أن العامل الحاسم يبقى القرار السياسي، والذي لم يُعلن رسميًا حتى اللحظة، في ظل استمرار المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن بوساطة عمانية.
وكانت إيران قد أعلنت أنها ستقدم قريبًا مقترحًا جديدًا بشأن الاتفاق النووي، في أعقاب وصفها العرض الأميركي الأخير بـ"الغامض وغير الكافي".
في ظل التقدم الإيراني، يجد المجتمع الدولي نفسه أمام خيارات صعبة: إما العودة إلى طاولة المفاوضات لإنقاذ الاتفاق النووي، أو فرض إجراءات ردعية أشد، قد تشمل تفعيل آلية "العودة التلقائية للعقوبات" (Snapback)، وربما النظر في خيارات غير دبلوماسية إذا اقتضت الضرورة.
وخلص التقرير أنه مع كل يوم يمرّ، تقترب إيران أكثر من نقطة اللاعودة في برنامجها النووي، فيما تتقلص فرص الحلول الدبلوماسية وسط سباق متسارع بين التخصيب والرقابة الدولية. الساعات المقبلة قد تحمل مفترق طرق حاسمًا للأمن الإقليمي والدولي.