الأربعاء 11/يونيو/2025 - 11:12 ص 6/11/2025 11:12:28 AM

قال السفير نبيل فهمي، وزير الخارجية الأسبق، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لا يمثل نموذجًا سياسيًا يمكن تكراره، بل هو "حالة فريدة" يصعب أن تجد مثيلًا لها بسهولة في النظام السياسي الأمريكي، موضحًا أن ما يميز ترامب هو خروجه التام عن قواعد العمل المؤسسي التي حكمت الإدارات الأمريكية المتعاقبة.
وأكد فهمي، خلال لقائه عبر النيل الإخبارية، أن ترامب لا ينطلق من قناعة بأن أمريكا دولة عظمى تتحمل مسؤوليات دولية، بل من رؤية مصلحية ضيقة تُفضل الاستفادة الذاتية على القيادة العالمية، معتبرًا أن ذلك يأتي نتيجة ارتباك في هوية أمريكا ما بعد الحرب الباردة، متسائلًا: "هل هي دولة عظمى، أم كبرى، أم غنية؟ وما هو الدور المنوط بها؟".
وأضاف أن المجتمع الأمريكي، خاصة الطبقة الوسطى والدنيا، بدأ يشعر بالتهميش بعد عقود من تمتع الشركات الكبرى والقيادات الحزبية بالسلطة والموارد، مما أدى إلى صعود ترامب كـ"رد فعل شعبي غاضب" على هذا التهميش، بعد أن ظل المثال الأمريكي ناجحًا داخليًا لكن فاقدًا للرؤية في عالم ما بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
وأوضح فهمي أن المجتمع الأمريكي فقد بوصلة التوجه السياسي، والدليل هو التنقل الحاد بين رؤساء من أقصى اليمين مثل جورج بوش الابن، ثم إلى أقصى اليسار مثل أوباما، وبعده إلى ترامب الذي "كسر القواعد الجمهورية والديمقراطية على السواء"، مشيرًا إلى أن هذا التخبط يعكس أزمة عميقة في هوية الدور الأمريكي عالميًا.