أدوية "أوزمبيك" و"ويغوفي".. خسارة الوزن على حساب العضلات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في السنوات الأخيرة، شهدت العقاقير المستخدمة في علاج السكري من النوع الثاني، وعلى رأسها “أوزمبيك” و”ويغوفي”، رواجًا هائلًا لفعاليتها اللافتة في إنقاص الوزن، لكن خلف هذه النتائج المبهرة، يُثار جدل علمي متزايد بشأن آثار هذه الأدوية على الكتلة العضلية، ما يطرح تساؤلات عن الثمن الخفي الذي قد يدفعه الجسم مقابل خسارة الدهون.

ففي تعليق نُشر مؤخرًا في مجلة “ذا لانسيت” الطبية، حذر فريق بحثي دولي من غياب بيانات كافية توضح العلاقة بين هذه الأدوية وبين تغيرات الكتلة العضلية، والباحثون أوضحوا أن ناهضات مستقبلات GLP-1، رغم فوائدها الكبيرة في تحسين صحة القلب والكلى وخفض معدلات النوبات القلبية والسكتات الدماغية، قد تتسبب في خسارة ملحوظة في الأنسجة غير الدهنية، والتي قد تشمل العضلات.

القلق لا ينبع من فكرة فقدان الوزن بحد ذاتها، بل من النوعية التي يُفقد بها هذا الوزن، فبينما يمكن أن تعزز هذه الأدوية الصحة العامة لدى كثير من المستخدمين، تشير دراسات أولية إلى أن الفقد في الكتلة الخالية من الدهون قد يتجاوز نظيره الناتج عن الوسائل غير الدوائية، ورغم أن خسارة الكتلة العضلية لا تعني دائمًا تراجع القوة أو اللياقة البدنية، يؤكد الخبراء أن غياب الدراسات الطولية يمنع تقديم إجابات حاسمة حول التأثيرات بعيدة المدى لهذه العلاجات.

تُعد العضلات أكثر من مجرد محرك للجسم؛ فهي تلعب أدوارًا محورية في التمثيل الغذائي، وتنظيم سكر الدم، ودعم الجهاز المناعي، وحتى الاستجابة للضغوط النفسية، لذا فإن أي تراجع في كتلتها قد يفتح الباب لمشكلات صحية متعددة، منها اضطرابات التغذية، الالتهابات المزمنة، وقابلية أعلى للإصابة بالأمراض المزمنة، ويشدد الباحثون على أهمية دمج الأدوية مثل أوزمبيك مع تدخلات سلوكية موجهة، تشمل نظامًا غذائيًا غنيًا بالبروتين، وتمارين رياضية مستمرة، خاصة تمارين المقاومة، التي أظهرت الدراسات قدرتها على تقليل فقدان العضلات بنسبة قد تصل إلى 95%.

وتكشف تجارب سريرية حديثة أن الأشخاص الذين جمعوا بين العلاج الدوائي والرياضة تحت إشراف مختصين، كانوا أكثر قدرة على الحفاظ على أوزانهم الجديدة مقارنة بمن توقفوا عن استخدام الأدوية دون تغييرات سلوكية مرافقة، ورغم الجدل، لا يدعو العلماء إلى وقف استخدام هذه الأدوية، بل إلى تطوير فهم أعمق لتأثيراتها الكاملة، خصوصًا في ظل دراسات حالية تسعى لاستحداث حلول دوائية تقلل من خسارة العضلات لدى مستخدميها.

وفي انتظار نتائج تلك الأبحاث، تبقى الرسالة واضحة، لا ينبغي التعامل مع أدوية التخسيس باعتبارها حلًا سحريًا، بل أداة علاجية فعالة تتطلب رؤية شمولية تجمع بين الدواء، والتغذية، والحركة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "ممكن كلنا نقعد في البيت".. شادي مؤنس يكشف تأثير الذكاء الاصطناعي على الموسيقى
التالى معتز توفيق يحصل على الدكتوراه بمرتبة الشرف الأولى عن دراسة "الشائعات والأداء الحكومي"