إيران تعلن أهدافها النووية.. تصعيد استخباراتي مع إسرائيل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في تصعيد غير مسبوق في الحرب الظلية بين إيران وإسرائيل، أعلنت طهران عبر وكالة "تسنيم" الرسمية وبيانات مجلس أمنها القومي أنها باتت تمتلك "بنك أهداف نووية إسرائيلية" موضوع على طاولة قواتها المسلحة، بعد ما وصفته بـ"نجاح استخباراتي استراتيجي" أفضى إلى الحصول على آلاف الوثائق النووية السرية الخاصة بتل أبيب.

جوهر التصعيد

الحدث الذي يكتسب دلالات استراتيجية، يكشف عن تحوّل في قواعد الاشتباك بين الطرفين. لم تعد طهران تكتفي بالرد التقليدي أو عبر وكلائها الإقليميين، بل تشير إلى نيتها الرد بشكل مباشر ومتكافئ على أي استهداف إسرائيلي لمنشآتها النووية، ليس فقط عسكرياً، بل بمعلومات استخباراتية فائقة الحساسية تمثل تهديداً نوعياً لأمن إسرائيل.

الأبعاد الاستخباراتية

وزير الأمن الإيراني إسماعيل خطيب وصف الوثائق بأنها "كنز استراتيجي"، مشيراً إلى عملية استخباراتية معقدة استمرت شهوراً، شملت اختراقات إلكترونية، واستقطاب مصادر بشرية، وتوسيع نطاق الوصول إلى ملفات سرية. الخطير في هذه التصريحات أنها تُضفي على طهران صفة "صاحبة اليد العليا" في معركة العقول والاختراقات، وهو ما يعد ضربة استخباراتية مزدوجة ضد تل أبيب، وحرجاً لحلفائها الغربيين الذين يفترض أنهم يشكلون طوقاً أمنياً حول المنشآت الحساسة الإسرائيلية.

أهداف الردع الإيرانية

الرسائل الإيرانية، وإن جاءت بلهجة هجومية، تحمل بُعداً ردعياً صريحاً. فطهران تؤكد أن هذه الوثائق تمنحها القدرة على "رد فوري ومتناسب" على أي استهداف، وأنها ستستخدمها لضرب منشآت نووية إسرائيلية "سرّية"، ما يعني أن إيران لم تكتف بالكشف عن قدرتها على الرد، بل بعثت برسالة مبطنة: "نعرف مواقعكم المخفية، وقادرون على تدميرها".

موقف إسرائيل.. وصمت غير اعتيادي:

اللافت أن الرد الإسرائيلي الرسمي على هذا التصعيد الإعلامي لم يصدر بعد. ويبدو أن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في حالة من الترقب والبحث عن حجم الاختراق ومدى خطورته.

 فالكشف الإيراني لم يقتصر على "الوثائق النووية"، بل شمل أيضاً معلومات عن علاقات إسرائيل مع الولايات المتحدة، وأوروبا، وغيرها من الدول، بما يشير إلى تهديد دبلوماسي واستخباراتي مزدوج.

الصمت الإعلامي.. لعبة الحرب النفسية

قال الوزير الإيراني إن "طريقة نقل الوثائق لا تقل أهمية عن الوثائق ذاتها"، في إشارة إلى عملية نقل آمنة تمت بسرّية تامة. هذا التصريح يؤكد استخدام طهران لأدوات الحرب النفسية ضمن استراتيجية الردع، بإظهار تفوقها على المستويات الاستخباراتية والتنفيذية، والتلويح المستمر دون كشف الورقة بالكامل، ما يترك الطرف الآخر في حالة من الشك وعدم اليقين.

دلالات التوقيت

جاء الإعلان عن هذا الإنجاز الاستخباراتي في ظل تصاعد التوترات الإقليمية: من الحرب في غزة، إلى الاستهدافات المتكررة لمواقع إيرانية في سوريا، إضافة إلى فشل محادثات الملف النووي. وبالتالي فإن إيران تريد إعادة ترسيم الخطوط الحمراء، ليس فقط بردودها العسكرية، بل من خلال "الردع المعرفي" عبر الوثائق.

السيناريوهات المحتملة

نشر محدود للوثائق: قد تقوم إيران بنشر أجزاء مختارة لزيادة الضغط على إسرائيل وإرباكها دبلوماسيًا.

رد إسرائيلي استخباراتي معاكس: قد تسعى تل أبيب لتنفيذ عمليات اختراق مضاد لإعادة التوازن.

تدويل الأزمة: من المرجح أن تلجأ إسرائيل إلى حلفائها لاحتواء تداعيات التسريب أو فرض ضغوط على إيران.

تصعيد عسكري غير مباشر: قد تتجه الأمور نحو استهدافات انتقامية عبر وكلاء إقليميين للطرفين.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق "حماة الوطن" يستعد للمنافسة في انتخابات مجلس الشيوخ.. ويعكف على اختيار مرشحيه
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل