طواف الوداع.. ختام الرحلة ودموع الفراق

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد طواف الوداع آخر مناسك الحج التي يؤديها الحاج قبل مغادرته مكة المكرمة، وهو طواف واجب عند جمهور العلماء، باستثناء الحائض والنفساء، ولا يتم الحج إلا به لمن استطاع.

ويمثّل طواف الوداع لحظة وداع روحانية مؤثرة بين الحاج وبيت الله الحرام، يطوف فيها سبعة أشواط حول الكعبة المشرفة، يُكثر خلالها من الذكر والدعاء، رافعًا يديه ومُودّعًا المكان الذي شهد لحظات القرب والخشوع، راجيًا من الله أن يتقبل منه حجه ويغفر له ذنبه.

ويُسمى “طواف الوداع” لأنه يُؤدى عند مغادرة مكة، ليكون آخر عهد الحاج بالبيت الحرام، وهو سنة نبوية عظيمة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم 
“لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت” (رواه مسلم)

في مشهد إيماني مهيب يفيض بالسكينة والروحانية، أنهى حجاج بيت الله الحرام اليوم، الاثنين، آخر مناسك الحج برمي الجمرات الثلاث في مشعر منى، مبتدئين بالجمرة الصغرى، ثم الوسطى، فجمرة العقبة الكبرى، وسط تنظيم دقيق وإجراءات مرنة سهلت حركة الحشود.

وبعد إتمام رمي الجمرات، توجهت أفواج الحجيج إلى مكة المكرمة لأداء طواف الوداع، إيذانًا بختام رحلة الحج التي طالما تاقت لها قلوب المؤمنين من شتى بقاع الأرض. وتمت حركة الحجاج بسلاسة في طرقاتهم سواء خلال تنقلهم لرمي الجمرات أو أثناء رحلتهم إلى الحرم المكي، وسط أجواء مفعمة بالطمأنينة والتيسير.

وبمغادرة الحجاج لمشعر منى، تُطوى صفحة من أعظم أيام العمر، حيث يودع الحجاج المكان الذي سكبوا فيه دموع الخشوع، وأحاطتهم فيه نفحات الرحمة والمغفرة، بعد أن أدّوا الركن الخامس من أركان الإسلام بكامل الشعائر والطاعات.

لحظات الوداع من منى لا تُنسى، فهي ليست مجرد نهاية لنسك، بل بداية لذكريات ستظل محفورة في القلوب، امتزجت فيها الخشية بالرجاء، والدعاء بالبكاء، والفرح بأداء النسك بالأمل في القبول والمغفرة.

ويغادر الحجاج وهم يرددون التلبية والذكر، موقنين أنهم عاشوا أيامًا لا تُشبهها أيام، وأوقاتًا ترجّلوا فيها عن كل مشاغل الدنيا لينعموا بالقرب من الله، آملين أن يكون حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تاريخ إجازة رأس السنة الهجرية 2025 في مصر
التالى البنتاجون: إرسال 700 جندي من مشاة البحرية الأمريكية إلى لوس أنجلوس