قال لؤي الغول، مدير نقابة الصحفيين الفلسطينيين، إن "مادلين"، إحدى سفن "أسطول الحرية"، التي أبحرت باتجاه قطاع غزة، وتحمل على متنها 12 متضامنًا أجنبيًا، وصفهم بـ"الأبطال والمناضلين الشرفاء"، الذين تحركوا من منطلق إنساني وضمير حي، في وقت يشهد فيه العالم صمتًا وعجزًا فاضحًا تجاه ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من حصار وتجويع وقتل منذ أكثر من 20 شهرًا.
"أبحروا رغم معرفتهم بخطورة الطريق"
وأوضح "الغول" في تصريحات لـ"الدستور"، أن المتضامنين الذين صعدوا على متن السفينة يعرفون تمامًا أن الاحتلال الإسرائيلي قد يعترضهم أو يهاجمهم، لكنهم أبحروا رغم كل التهديدات، فقط من أجل إيصال رسالة إلى العالم بأن هناك ما زال من يحمل ضميرًا إنسانيًا حيًّا، في وقت باتت فيه الإنسانية شعارات جوفاء عند كثير من الدول والمؤسسات الدولية.
وأضاف: "هم أبطال حقيقيون، امتلأت قلوبهم بالإنسانية، وتحركوا بإمكانات بسيطة في محاولة لكسر الحصار، أو على الأقل لإيصال رسالة إلى هذا العالم المدّعي للإنسانية، الذي عجز عن رفع الحصار عن غزة، بل يشارك الاحتلال عمليًا في تجويع وقهر الشعب الفلسطيني، سواء في غزة أو الضفة الغربية أو القدس".
غزة تعاني الويلات والموت والدمار
وأشار مدير نقابة الصحفيين الفلسطينيين إلى أن قطاع غزة يعاني الويلات من كل جانب، قائلًا: "الناس جياع، الأطفال بحاجة إلى الحليب والطعام، والمرضى بحاجة إلى الدواء والعلاج، والناس تسير على أقدامها لساعات طويلة بحثًا عن نقطة ماء أو عربة طعام، في ظل غياب السيارات والوقود، بينما يعامل الاحتلال هذا الشعب وكأنه قطيع أو مجموعة من المارقين".
وأكد أن الاحتلال يتعمد إذلال الفلسطينيين حتى عند توزيع المساعدات، ويتعامل معهم بلا أي احترام للقانون الدولي أو الاتفاقات الإنسانية، معتبرًا أن الهدف النهائي لهذا الحصار هو دفع الناس نحو الهجرة وترك وطنهم تحت وطأة القهر والجوع.
دعوة إلى التحرك الدولي: "احذوا حذو أبطال مادلين"
ووجه "الغول" في تصريحه رسالة واضحة إلى المؤسسات الدولية والمنظمات الحقوقية والدول التي تتغنى بالديمقراطية وحقوق الإنسان، قائلًا: "نتمنى أن تحذو حذو هؤلاء الأبطال، وأن تتحرك بقوة لكسر الحصار عن غزة، وإيصال الغذاء والدواء والماء للأطفال والنساء والشيوخ الذين يموتون يوميًا تحت سمع وبصر العالم".
واختتم حديثه بتوجيه التحية لهؤلاء المتضامنين، قائلًا: "كل الحب والتقدير والاحترام لهؤلاء المناضلين الشرفاء الذين تحدوا الحصار والبحر، فقط من أجل أن يقولوا إن غزة تستحق الحياة، وإن هذا الشعب لا يزال صامدًا ومناضلًا رغم الجوع والقصف والخذلان العالمي".