في خطوة طال انتظارها من محبي الطبيعة والحيوانات، أعلنت شركة "حدائق" المسؤولة عن تشغيل وتطوير حديقة الحيوان بالجيزة عن الموعد الرسمي لإعادة افتتاح الحديقة أمام الجمهور بعد فترة إغلاق دامت أكثر من عامين، ومن المنتظر أن تُفتح أبواب الحديقة مجددًا في سبتمبر 2025، لتعود واحدة من أقدم وأعرق حدائق الحيوان في إفريقيا لاستقبال الزائرين بتجربة متكاملة ومطورة بمعايير عالمية.
تاريخ عريق وحديقة استثنائية
تأسست حديقة الحيوان بالجيزة عام 1891، وكانت تُعرف آنذاك باسم "جوهرة التاج لحدائق الحيوان في إفريقيا"، وتمتد على مساحة تبلغ حوالي 80 فدانًا على الضفة الغربية لنهر النيل، وتُعد الحديقة الأكبر من نوعها في مصر والشرق الأوسط، وتضم مجموعة فريدة من الحيوانات والطيور والزواحف والنباتات النادرة.
داخل الحديقة، يوجد متحف تاريخي يعود إلى عام 1906، يضم مجموعات محنطة نادرة، بالإضافة إلى كهوف وجداول وشلالات صناعية وبحيرات للطيور، كما تحتضن ما يزيد عن 4800 كائن حي من بينهم أنواع نادرة من الحيوانات والزواحف والطيور، في بيئة نباتية تضم أكثر من 3 آلاف شجرة، بعضها يتجاوز عمره 150 عامًا.
مشروع تطوير عالمي بتوجيه رئاسي
التطوير الجاري يأتي بتوجيه مباشر من الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي شدد على أهمية إعادة إحياء حديقة الحيوان وفقًا لأعلى المعايير العالمية، مع الحفاظ على قيمتها التاريخية والتراثية، وقد بدأت أعمال التطوير في يوليو 2023، تحت إشراف الاتحادين الدولي والأفريقي لحدائق الحيوان، وبقيادة تحالف من الشركات المصرية.
ويُشرف على الجوانب الفنية هيئة الخدمات البيطرية، كما تم الاستعانة باستشاري عالمي سبق أن طور 12 حديقة حيوان عالمية، منها حديقة لندن، ويهدف المشروع إلى تقديم تجربة ترفيهية متكاملة، مع إدخال أنواع جديدة ونادرة من الحيوانات، وتحديث البيئات المعيشية للكائنات وفقًا لأحدث أساليب الرعاية والرفق بالحيوان.
أكبر مساحة خضراء في قلب القاهرة
ضمن المشروع، سيتم ربط حديقة الحيوان بحديقة الأورمان المجاورة، مما يُنتج مساحة خضراء موحدة تبلغ 112 فدانًا، تشمل آلاف الأشجار التاريخية والنباتات النادرة، وسيُنفذ التطوير بنظام الانتفاع لمدة 25 عامًا، مقابل إيجار سنوي متزايد، مع الحفاظ على الملكية الكاملة لوزارة الزراعة، والحديقة ستُفتح أمام الزوار بلا حواجز، مع تطبيق أعلى معايير الأمان، ما يجعلها متنفسًا مميزًا لسكان القاهرة وزوارها، وتضعها في مصاف الحدائق العالمية.