أكد الدكتور نور أسامة، الاستشاري النفسي وعضو المجلس القومي للأمومة والطفولة، على أهمية كيفية التعامل مع الأطفال في فترة عيد الأضحى، خاصة عندما يتعلق الأمر بفهمهم للمشاهد المرتبطة بذبح الأضاحي، والتي قد تكون صادمة لهم إذا لم يتم التعامل معها بشكل سليم.
وأشار، خلال استضافته بقناة "الناس"، إلى أن الأطفال في أول سنوات حياتهم غالبًا ما يخلطون بين الخيال والواقع، لذا من المهم ألا نعرضهم لمشاهد العنف في هذا السن، حيث يمكن أن تؤدي هذه المشاهد إلى تأثيرات نفسية مثل تربية مشاعر الخوف أو الإحباط، وهذا يحدث خاصة عندما يختلط لديهم مشهد الدماء أو الدبح، إذ يمكن أن يشعر الطفل بالخوف من فقدان شخصيات قريبة إليه أو أن يتوهم أن الأضحية مرتبطة بفقدان.
التهيئة النفسية الإيجابية
وأضاف، أن الأمن النفسي للأطفال يعتمد على خلق ارتباطات إيجابية، مثل ربط العيد بتجارب مفرحة ومسلية. فعلى سبيل المثال، يمكن تحضير المنزل بديكور العيد، أو القيام بتعليم الأطفال بعض طقوس العيد كالحج أو مساعدة المحتاجين، فهذه الأنشطة تساعد في خلق تصور إيجابي عن العيد والأضحية.
التهيئة النفسية يجب أن تبدأ قبل العيد بوقت كافٍ عبر الحديث عن عيد الأضحى بشكل إيجابي، وشرح كيف يرتبط العيد بالفرح والعطاء، ويمكن أيضًا إدخال الطفل في أنشطة تمثيلية أو محاكاة ليشعر بأن الأجواء مفرحة ومناسبة لهذا الوقت من السنة.
كما نوه المختص إلى أهمية المكافآت في تربية الأطفال على العطاء. فمثلًا، إذا قام الطفل بمساعدة الأسرة في تحضير الأضحية أو توزيع اللحوم على الفقراء، يمكن منحهم مكافأة معنوية أو مادية لتشجيعهم على المشاركة.
ووضح، أن استجابة الأطفال لمشاهد العنف تكون مختلفة باختلاف شخصياتهم، فبعض الأطفال الذين يتمتعون بشخصية قوية قد لا يتأثرون بمشاهد العنف أو الدبح، بينما الأطفال أصحاب الشخصيات الخجولة أو الحساسة قد يتأثرون بشكل أكبر.