كنيستنا القبطية والفاتيكان

كنيستنا القبطية والفاتيكان
كنيستنا
      القبطية
      والفاتيكان

 

 

خلال مكالمة تليفونية، أجراها مساء أمس الأول، الجمعة، لم يكتف قداسة البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، بتقديم التهنئة لقداسة البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان، على انتخابه لقيادة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية، بل تناول معه الأوضاع فى قطاع غزة، وقضية دير سانت كاترين، و... و... وأعرب عن أمله فى تعزيز التقارب والعمل المشترك، خلال الفترة المقبلة، مؤكدًا أن الكنيسة القبطية تتابع، بكل محبة، خطوات القيادة الجديدة للكنيسة الكاثوليكية.     

فى مثل هذا اليوم، الثامن من يونيو، منذ ١١ سنة، استضاف بابا الفاتيكان الراحل، فرنسيس، لقاءً تاريخيًا جمعه بالرئيس الفلسطينى محمود عباس والرئيس الإسرائيلى الراحل شيمون بيريز. وفى الخامسة والنصف مساء اليوم، الأحد، بتوقيت روما، تستضيف العاصمة الإيطالية مؤتمرًا دوليًا يحمل عنوان «السلام والخير»، Pax et Bonum، يقام بالتعاون بين الفاتيكان، «منظمة العمل الكاثوليكى»، و«معهد جوزيبّى تونيولو للقانون الدولى»، وسينتهى بزراعة شجرة زيتون فى حديقة «فيلا دوريا بامفيلى»، Villa Doria Pamphili، أكبر الحدائق العامة الإيطالية، إحياءً لذكرى ذلك اللقاء التاريخى. 

تأسيسًا على ذلك، أو استباقًا لهذا المؤتمر، تطرقت مكالمة الجمعة إلى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى والأوضاع الإنسانية الصعبة، التى يعيشها أهالى قطاع غزة، فى ظل العدوان الإسرائيلى المستمر، منذ أكتوبر ٢٠٢٣، وعبّر الطرفان عن قلقهما العميق تجاه ما يتعرض له المدنيون، خاصة الأطفال والنساء، مؤكدين ضرورة الوقف الفورى للعدوان، وتدخل المجتمع الدولى لإنهاء الأزمة المتفاقمة، والسماح بإنفاذ المساعدات الإنسانية وإعادة فتح مسارات السلام، وصولًا إلى تسوية تحفظ حياة الإنسان وكرامته.

لقاء قداسة البابا شنودة الثالث وقداسة البابا بولس السادس، رحمهما الله، فى مايو ١٩٧٣، كان نقطة فارقة فى العلاقة بين الكنيستين، إذ كان اللقاء الأول بين بابا الإسكندرية وبابا الفاتيكان فى التاريخ الحديث، وأنهى خلافات لاهوتية تعود للقرن الخامس، وجرى اختيار العاشر من مايو، سنويًا، ليكون «يوم الصداقة» بين الجانبين، ثم صار «يوم المحبة الأخوية»، حين قام البابا تواضروس الثانى بزيارة الفاتيكان، سنة ٢٠١٣. وحرصًا على تعميق الروابط، بين الكنيسة الأرثوذكسية والكنيسة الكاثوليكية، وتعزيزًا للتقارب بين الكنيستين، اتفق الجانبان، خلال مكالمة الجمعة، على استمرار الاحتفال السنوى بهذا اليوم.

تناولت المكالمة، كذلك، موضوع دير سانت كاترين، وعرفنا من القمص موسى إبراهيم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن الجانبين أشادا بتأكيد القيادة السياسية المصرية عدم المساس بالدير، باعتباره أحد أقدم الأديرة المسيحية فى العالم، ورمزًا للتراث الدينى والتسامح الحضارى. وهنا، قد تكون الإشارة مهمة إلى أن المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، كان قد أعلن، الخميس الماضى، فى ختام دور الانعقاد العادى لسنة ٢٠٢٥، عن تثمينه موقف الدولة من قضية الدير.

قد تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية، كان قد أطلع نظيره اليونانى جورجيوس جيرابيتريتيس، الأربعاء الماضى، على الحكم القضائى، الصادر فى ٢٨ مايو، الخاص بالأراضى المحيطة بدير سانت كاترين، مشددًا على عدم المساس بالدير والأماكن الأثرية التابعة له وقيمته الروحية ومكانته الدينية. وأوضح أن الحكم القضائى يحافظ على القيمة الروحية والمكانة الدينية الرفيعة للدير، لافتًا إلى أن الحكم أقر باستمرار السماح لرهبان الدير فى الانتفاع به وبالمناطق الدينية والأثرية المحيطة. وخلافًا لما تردد إعلاميًا بشكل خاطئ، قال وزير خارجيتنا إن الحكم أكد بوضوح الحيازة الدينية والروحية والرهبانية للدير والأراضى المحيطة، واصفًا ذلك بأنه يمثل خطوة تاريخية مهمة تؤكد قدسية ومكانة الدير، وتمكّنه من مواصلة أداء وظائفه الدينية والروحية دون أى تغيير فى الوضع القائم.

.. وأخيرًا، دعا قداسة البابا تواضروس الثانى، قداسة البابا ليو الرابع عشر، إلى زيارة مصر، للاطلاع عن قرب على تاريخ الكنيسة القبطية، المصرية، والمشاركة فى تعزيز مسارات الحوار والتعاون والتقارب بين الكنيستين، مؤكدًا أن هذه الزيارة ستكون خطوة كبيرة نحو تعميق العلاقات الأخوية بين الشرق والغرب، وستوجه رسالة سلام إلى العالم بأسره.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سعر الريال السعودي مقابل الجنيه المصري اليوم السبت لحظة بلحظة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل