بينما يحتفل العالم بعيد الأضحى، تبقى غزة أسيرة الحرمان والموت، وسكانها يتوقون إلى بصيص فرح، بينما تُجهض الطائرات والمدافع كل أمل في أن يكون هذا العيد مختلفًا عن سابقاته في سنوات الحصار الطويل.
وفي وقت يفترض أن يعم فيه الفرح وتُضاء الشوارع بزينة العيد، تغرق غزة في صمت ثقيل يخترقه صدى تكبيرات خافتة تنبعث من نوافذ متشققة وأزقة مدمرة.
وحسب صحيفة "ذا ناشونال" في نسختها الإنجليزية وتزامنًا مع عيد الأضحى، لا خراف تُذبح، ولا ضحكات أطفال يرتدون ملابس جديدة، ولا طحين يُخبز، فالأسواق خالية من البضائع والزبائن، وسط انهيار انساني واقتصادي شامل وحصار خانق يتفاقم يومًا بعد يوم.
وقد بات الوصول إلى أبسط السلع والاحتياجات أمرًا بعيد المنال، الفقر والتشريد والحصار المركب جعلوا العيد مناسبة باهتة تغيب عنها الطقوس، فيما تتسع رقعة الجوع بالتزامن مع استمرار القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة من القطاع.
ووفقًا لما أورده التقرير، فقد يُفترض أن تخفف المساعدات الإنسانية من معاناة السكان، تُطرح تساؤلات جدية حول آلية إدخالها وتوزيعها، كما أن ما يُعرف بـ"توزيع الحد الأدنى من المساعدات الإنسانية" لا يعكس تغييرًا في السياسة الإسرائيلية تجاه سكان غزة، بل جاء استجابة لضغوط دولية متزايدة وتهديدات بفرض عقوبات على إسرائيل، ما دفعها للموافقة على إدخال بعض المساعدات – ولكن بشروطها الصارمة وتحت إشرافها الكامل.
وحسب مصادر محلية، فالشركات المكلفة بتوزيع المساعدات، وإن كانت تُقدَّم كجهات أمريكية، فهي فعليًا مملوكة أو مرتبطة بمصالح إسرائيلية، ما يثير الشكوك حول حيادية العملية ونزاهتها.
والوضع في مراكز توزيع المساعدات يُوصف بأنه كارثي، فبحسب تقارير ميدانية، شهدت هذه المواقع إطلاق نار مباشر على المدنيين، مما أدى إلى سقوط ضحايا، من بينهم نساء وأطفال.
كما تُعلق عمليات التوزيع بشكل متكرر بذريعة "الأوضاع الأمنية"، وهو ما يُنظر إليه كوسيلة إضافية لإذلال السكان وإطالة معاناتهم.