في عصر السوشيال ميديا، أصبح العالم بمثابة شارع واحد حيث يمكن للجميع رؤية ومتابعة ما يحدث في أي مكان على وجه الأرض، الشباب، وخاصة المراهقين منهم، أصبحوا يتعرضون يوميًا لمحتوى متنوع يأتي من مختلف الثقافات والمحافظات.
هذه الظاهرة، التي بدأت تأخذ شكل هوس الشهرة، أصبحت تؤثر بشكل كبير على الصحة النفسية للأفراد، وخاصة على مستوى الانتباه والتركيز.
مع الانتشار الكبير لوسائل التواصل الاجتماعي، بدأ الكثير من الشباب يسأل أنفسهم: "لماذا لا أستطيع تحقيق ما يحققه الآخرون؟" هذا السؤال يعكس صراعًا نفسيًا عميقًا يتعلق بالتملك والفقدان، في ظل رؤيتهم لمحتوى يعكس حياة مثالية، يبدأ البعض في التفكير أن هناك شيئًا ناقصًا في حياتهم، مما يخلق لديهم حالة من الغيرة والضغط النفسي.
ويوضح لنا الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، الآثار النفسية المدمرة لإدمان السوشيال ميديا.
التعفن الدماغي: مؤتمر أكسفورد 2025
في مؤتمر أكسفورد الذي تم عقده في عام 2025، تم تسليط الضوء على مشكلة تُسمى "التعفن الدماغي"، هذا المصطلح قد يبدو غريبًا، لكنه يشير إلى الآثار السلبية التي تحدث نتيجة الاستهلاك المفرط للمحتوى على الإنترنت، مثل مشاهدة الفيديوهات المتتالية وقضاء ساعات طويلة على وسائل التواصل الاجتماعي، هذا الاستهلاك المستمر يؤدي إلى إجهاد الخلايا العصبية في المخ، مما يؤثر سلبًا على قدرة الدماغ على التركيز والانتباه.
عندما يشاهد الأفراد، وخاصة المراهقين، محتويات متنوعة باستمرار، تتداخل لديهم الأفكار والمعلومات مما يؤدي إلى قلّة التركيز والانتباه، هذه الحالة من الإجهاد الذهني تسبب تأثيرات ضارة على مستوى التحصيل العلمي والتفاعل الاجتماعي.
آثار نفسية وتوتر مستمر
من المتوقع أن يؤدي هذا الهوس بالشهرة والمحتوى المتنوع إلى انخفاض كبير في مستوى التحصيل الدراسي لدى الشباب، إذ يصبح من الصعب عليهم الحفاظ على التركيز والانتباه في الدراسة أو حتى في الحياة اليومية، علاوة على ذلك، من المتوقع أن يتعرض الشباب إلى مستويات مرتفعة من التوتر والعصبية بسبب شعورهم بعدم قدرتهم على تحقيق أهدافهم في الحياة كما يرون في وسائل التواصل الاجتماعي.
في ظل هذا التحدي النفسي المستمر، يشعر البعض بالإحباط الشديد عندما يكتشفون أنهم لا يستطيعون الوصول إلى تلك الحياة المثالية التي يرونها على منصات السوشيال ميديا، هذه المشاعر قد تؤدي إلى اضطرابات نفسية مختلفة، مثل الاكتئاب والقلق، بالإضافة إلى التوتر المزمن الذي يؤثر على صحتهم النفسية والجسدية.
تأثير النصائح الخاطئة
إلى جانب التأثيرات النفسية التي يمكن أن تحدث بسبب السوشيال ميديا، تظهر أيضًا النصائح الخاطئة التي يتم تداولها عبر الإنترنت، هذه النصائح قد تتراوح بين أمور تتعلق بالصحة النفسية والجسدية إلى نصائح خاصة بالمظهر والشهرة، ما يزيد من معاناة الشباب ويؤدي إلى قرارات غير مدروسة، ويساهم هذا في الدخول في متاهات ومشاكل نفسية جديدة، لأن الكثير من هذه النصائح لا تستند إلى أسس علمية.
لمشاهدة الفيديو اضغط هنا