لم تكن الإذاعية هدى العجيمي ــ التي غادرتنا أول أمس عن عمر ناهز الـ89 عامًا ــ مجرد مقدمة برامج إذاعية شهيرة، أو واحدة من أبرز الأصوات الإذاعية المصرية فقط، بل امتد أثرها إلى العشرات من المبدعين والكتاب من شعراء وروائيين وكتاب قصة، ممن قدمتهم إلى الملايين من القراء في مصر والعالم العربي.
هدى العجيمي، لم يكن لديها "حسابات ولا مصالح"، ولم يكن وراء اختيارها ممن تقدمهم في برنامجها "مع الأدباء الشبان"، والذي كان بمثابة الضوء الذي يسلط على الكاتب الشاب فيعلن عن ميلاد نجم في دنيا الثقافة والكتاب والإبداع.
هدى العجيمي مثقفة بلا حسابات ولا مصالح
وهو ما تكشف عنه وتوضحه الكاتبة الناقدة، دكتورة هويدا صالح في تصريحات خاصة لــ"الدستور".
تستهل "صالح" حديثها قائلة: "في منتصف السبعينات كنا طلبة في جامعة أسيوط من الموهوبين موهبة لافتة للنظر في الشعر والقصة والمسرحية، أنا وعزت الطيرى ومصطفى رجب وسعد عبد الرحمن وطلعت الناظر وسامح نوير. وكنا رغم سننا ننشر فى الصحف والمجلات.. واستضفنا الشاعر فؤاد بدوى، الذي قدمنا للسيدة هدى العجيمي والتي رحبت بنا وقدمتنا لشعراء كبار الذين قدمونا من خلال برنامجها مع الأدباء الشبان مثل الشاعر الكبير عبدالفتاح مصطفى الذي قال إن عزت الطيري سيكون في طليعة شعراء جيله فالذي يقول "مدى مدى يا صاحبة الورد الخدى..بدلاً من أن يقول يا صاحبة الخد الوردي، لاشك أنه مختلف ومخالف.
وأضافت "صالح" حول أثر هدى العجيمي في تقديم المبدعين إلى عالم الفن والثقافة: "وكنت أنا أسعد حظًا فقد ناقشت لى أكثر من مجموعة شعرية.. وكنا في كل زيارة للقاهرة لا بد أن نزورها في الإذاعة التي عملت لنا تصريحًا دائمًا بدخول المبنى.
وفى عام 1984 دعينا إلى بغداد لحضور مهرجان الشعر العالمى وكان يسمى بمهرجان الأمة الشعرى للشعراء الشباب وكانت فخورة بوجود تلاميذها معها وفى المقابل كنا نتقاتل فى حمل حقيبتها لنثبت لها محبتنا.. ولا أنسى أننا كنا نلجأ إليها كلما أعيتنا الحيلة، فقد كانت لى قريبة لى لم تقبل فى المدينة الجامعية لجامعة، الأزهر فأرسلت ابنها ضابط الشرطة إلى مكتب الدكتور أحمد عمر هاشم رليس الجامعة الذى وافق على التحاق الفتاة بالمدينة الجامعية.
محطات في مسيرة هدى العجيمي
تجدر الإشارة إلى أنه من المقرر أن يقام عزاء هدى العجيمي الثلاثاء المقبل، بمسجد الشرطة الشيخ زايد.
الإذاعية الراحلة من مواليد 24 يوليو 1936 في محافظة بورسعيد، والتحقت بكلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة القاهرة، ومن ثم التحقت بالإذاعة لأول مرة في بداية الستينيات.
حصلت هدى العجيمى، على العديد من الجوائز منها جائزة صندوق الأمم المتحدة للسكان عن أحسن تغطية إعلامية لمؤتمر المرأة في بكين، وجائزة أحسن برنامج إذاعي عن استطلاع رئيس الإذاعة والتليفزيون حول البرامج الاجتماعي، كما حصلت على دبلوم من إذاعة كولونيا عام 1985، وجائزة صندوق الأمم المتحدة للمرأة عن أحسن تغطية إعلامية إذاعية لمؤتمر المرأة في بكين عام 1995.