يُعد عيد الأضحى المُبارك من أعظم المناسبات الدينية في حياة المسلمين، حيث يجتمع فيه الناس على الطاعة، وصلة الرحم، وتقديم الأضاحي تقربًا إلى الله وتمثل اللحوم عنصرًا رئيسيًا في موائد العيد، حيث تطهى بأشكال متنوعة وتُقدم بكثرة. لكن في خضم هذه الأجواء الاحتفالية، قد يغفل البعض عن أهمية التغذية السليمة، مما يعرضهم لمشكلات صحية مثل عسر الهضم، أو ارتفاع ضغط الدم، أو زيادة الوزن لذلك، فإن الوعي الغذائي في هذه المناسبة لا يقل أهمية عن مظاهر الاحتفال الأخرى.
العادات الغذائية في العيد وأثرها على الصحة
من العادات الشائعة في عيد الأضحى الإكثار من تناول اللحوم، خاصة في اليوم الأول بعد الذبح. وبينما يشكّل تناول اللحم مصدرًا مهمًا للبروتين والحديد، فإن الإفراط فيه، خاصة إذا طُهي بطرق غير صحية، مثل: القلي بالزيت أو استخدام الدهون الحيوانية بكثرة، قد يؤدي إلى اضطرابات هضمية ومشاكل في القلب والشرايين، إن التغذية الصحية لا تعني الامتناع عن اللحوم، بل تعني الاعتدال والتنوع في الأطعمة التي نتناولها، حتى نحصل على وجبة متوازنة تُفيد الجسم ولا تُثقله.
نصائح للتغذية السليمة في العيد
من المهم أن نحرص على تناول اللحوم بكميات معتدلة، وأن نرافقها بالخضروات الطازجة أو المطهية، لما تحتويه من ألياف تُسهّل عملية الهضم وتقلل من امتصاص الدهون.
كما أن اختيار طريقة الطهي يلعب دورًا كبيرًا في جعل الطعام صحيًا؛ فالشواء أو السلق أفضل بكثير من القلي الذي يزيد من محتوى الدهون المشبعة.
كذلك، يُستحسن أن ننظم أوقات الوجبات وأن نتجنب الأكل المتواصل طوال اليوم، فالجهاز الهضمي يحتاج إلى وقت كافٍ ليعمل بكفاءة، أما شرب الماء فهو أساسي، خاصة في الأيام الحارة، إذ يحافظ على توازن الجسم ويساعد في عملية التمثيل الغذائي ومن الأفضل الابتعاد عن المشروبات الغازية والعصائر الصناعية، واستبدالها بالماء أو العصائر الطبيعية الطازجة.
فئات تحتاج إلى عناية خاصة
هناك فئات في المجتمع يجب أن تولي عناية إضافية لتغذيتها في العيد، مثل: كبار السن ومرضى السكري وضغط الدم والقلب، وكذلك الأطفال هذه الفئات تحتاج إلى نظام غذائي خاص، يعتمد على تقليل الدهون والملح، وزيادة الخضروات، وتناول اللحوم قليلة الدهن، مع الحرص على استشارة الطبيب أو اختصاصي التغذية في حال وجود أي أعراض غير معتادة.
الالتزام بعادات غذائية سليمة خلال العيد
ويعد عيد الأضحى المبارك مناسبة روحانية عظيمة، وفرصة للتقرب من الله والفرح مع الأهل والأصدقاء. ومع وفرة الطعام، علينا أن نتذكر أن الصحة نعمة لا تقل أهمية عن باقي النعم. إن الالتزام بعادات غذائية سليمة خلال العيد لا يمنعنا من الاستمتاع، بل يزيد من شعورنا بالراحة ويجنبنا الكثير من المشاكل الصحية فلنحافظ على أجسادنا، كما نحافظ على قيمنا، ولنحوّل مناسبة العيد إلى فرصة للفرح الصحي والمتوازن.