بين الطمأنة والحذر.. كواليس التحركات الأمريكية الإسرائيلية لقصف إيران

بين الطمأنة والحذر.. كواليس التحركات الأمريكية الإسرائيلية لقصف إيران
بين
      الطمأنة
      والحذر..
      كواليس
      التحركات
      الأمريكية
      الإسرائيلية
      لقصف
      إيران

سيطرت المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية على اهتمام واسع المدى في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل خلال الأيام الماضية، بالرغم من حالة الجمود التي تسيطر على المفاوضات غير المباشرة.

وأكدت وكالة “بلومبرج" الأمريكية، أن بالرغم من حالة التفاؤل الحذر التي تسيطر على الإدارة الأمريكية بشأن ما توصلت له المفاوضات النووية الأمريكية الإيرانية حتى الآن، إلا أن ثمة استعدادات عسكرية أمريكية موسعة لأي سيناريو حال فشل المفاوضات، وهو نفس الأمر الذي يتم في إسرائيل.

وتابعت أنه من المؤكد أن التخطيط لضربات محتملة يجري حاليًا في البنتاجون وفي مقر القيادة المركزية الأمريكية في تامبا بولاية فلوريدا، وكذلك في مقر قوات الاحتلال الإسرائيلية، وتتم مراجعة الخطط العسكرية بشكل دوري، وقد تم تحديث بعضها مؤخرًا بعد الضربات الجوية الإسرائيلية الكبيرة ضد المنشآت الإيرانية في سوريا.

رسالة طمأنة إسرائيلية

كشفت مصادر إسرائيلية مطلعة، أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي أبلغت البيت الأبيض بعدم نيتها توجيه أي ضربة عسكرية لإيران تستهدف المنشآت النووية، حتى يؤكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المفاوضات مع إيران وصلت إلى طريق مسدود.

وأكد موقع "أكسيوس" الأمريكي، أن هذا التأكيد يأتي في ظل مخاوف أمريكية متزايدة من احتمال إقدام إسرائيل على عمل عسكري مفاجئ، رغم استمرار المسار الدبلوماسي.

وأشارت المصادر الإسرائيلية، إلى أن رسالة تل أبيب جاءت في أعقاب القلق المتزايد في إدارة ترامب خلال الأسابيع الأخيرة من التحركات والاستعدادات الإسرائيلية السرية لتوجيه ضربة عسكرية لإيران، في ظل استمرار المحادثات النووية الإيرانية الأمريكية.

وأكد ترامب أنه حذر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من المضي في أي عمل عسكري طالما أن المفاوضات لم تُستنفد بعد، مشيرا إلى أن موقفه قد يتغير في أي لحظة، قائلًا إن "مكالمة هاتفية واحدة" قد تدفعه إلى اعتبار المفاوضات غير مجدية، ما قد يغير مسار الأمور تمامًا.

وأكد المسؤولين الإسرائيليين أنه تم نقل رسالة الطمأنة للبيت الأبيض خلال زيارة وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر، ومدير الموساد دافيد برنياع، ومستشار الأمن القومي تساحي هنجابي لواشنطن الأسبوع الماضي.

ووفقًا لتلك المصادر، فإن الوفد الإسرائيلي أوضح بشكل لا لبس فيه لنظرائه الأمريكيين أن إسرائيل لا تنوي مفاجأتهم بعمل عسكري ضد إيران.

وأكد أحد المسؤولين الإسرائيليين أن الرسالة التي تم إيصالها للبيت الأبيض مفادها أن "المنطق يقتضي عدم شن هجوم إذا ما توفرت فرصة حقيقية للتوصل إلى حل دبلوماسي جيد"، مضيفًا أن إسرائيل قررت إعطاء المسار الدبلوماسي فرصة، وستنتظر حتى يتضح أن المفاوضات قد استُنفدت تمامًا، وأن المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قد أعلن فشل الجهود.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أنه بالرغم من الرسالة فقد كشف مسؤول عسكري إسرائيلي، أن جيش الاحتلال يجري تدريبات تحضيرية لاحتمال تنفيذ ضربة ضد إيران بشكل مستمر، لكن بعض الدول، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، فسرّت بشكل خاطئ بعض التحركات العسكرية الإسرائيلية الأخيرة، خاصة تلك التي سبقت ضربات جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الحوثيين في اليمن، واعتبرتها استعدادات فورية لضربة وشيكة ضد طهران.

وبحسب التقرير، لا يزال البيت الأبيض ينتظر الرد الإيراني على المقترح الأمريكي بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي. وأكد مسؤولون إيرانيون أن الرد قيد الإعداد حاليًا.

وقال مسؤول إسرائيلي إن نتنياهو أبلغ ترامب بأنه يشكك في فرص التوصل إلى اتفاق نووي بين الولايات المتحدة وإيران، ومع ذلك، سيحاول الإيرانيين الحفاظ على استمرارية المفاوضات، رغم وجود فجوات كبيرة في المواقف.

وأضاف المسؤول أن الأمر قد يستغرق عدة أشهر من المفاوضات قبل أن يصل الرئيس ترامب إلى قناعة نهائية بأن الجهود الدبلوماسية قد فشلت، ما يعني أن الخيار العسكري – على الأقل من الجانب الإسرائيلي – سيظل معلقًا حتى صدور الإشارة النهائية من واشنطن.

سيناريوهات الوضع حال فشل المفاوضات

وفي حال فشلت المفاوضات، أكدت وكالة “بلومبرج” الأمريكية، أنه من المتوقع أن تكون هناك عملية المشتركة بين القوات الأمريكية والإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية معقدة ومركبة، وستعتمد بشكل أساسي على الضربات الجوية. 

ستشمل هذه الضربات مزيجًا من صواريخ كروز والطائرات المسيرة والطائرات المقاتلة المأهولة. ومع ذلك، قبل شن أي ضربات جوية على مواقع إيران النووية في نطنز وفوردو، سيكون هناك تحضير عسكري شامل.

المرحلة الأولى من الهجوم ستكون شن حملة حرب إلكترونية هجومية على إيران، وذلك بالتزامن مع هجوم من صواريخ كروز والطائرات المسيرة على محطات الدفاع الجوي الإيرانية.

وستتضمن المراحل اللاحقة دخول القوات الجوية الأمريكية الإسرائيلية وتوجيه قصف جوي مكثف لإيران والتي تنتهي بالضربات الاستراتيجية بواسطة القاذفات الأمريكية من طراز "B-2 Spirit"، التي تحمل قنابل ضخمة مخصصة لتدمير المنشآت المحصنة تحت الأرض.

وأشارت الوكالة الأمريكية، إلى أنه في حال وقوع هجوم مكثف من هذا النوع، من المتوقع أن ترد إيران بشكل عنيف. تشمل الردود المحتملة إطلاق صواريخ باليستية على إسرائيل، وكذلك هجمات على المنشآت الأمريكية والإسرائيلية في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية. 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مجزرة جديدة فى غزة.. شهيد وعشرات الجرحى برصاص الاحتلال قُرب مركز مساعدات
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل