أجاب الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، عن حال الدين في مصر، قائلًا: إن الدين في مصر يشهد جهودًا متواصلة نحو التجديد والوسطية، لمواجهة التحديات الفكرية والمجتمعية، وتعزيز الوعي القائم على التسامح والانتماء الوطني.
المؤسسات الدينية في مواجهة الفكر المتطرف
وأكد وزير الأوقاف –خلال حواره لـ«البوابة نيوز»- أن مكافحة التطرف الديني وتعزيز ثقافة التسامح في مصر مسؤولية جماعية تتطلب تضافر الجهود من مختلف فئات المجتمع، بدءًا من الدولة ومؤسساتها، مرورا بأركان المؤسسة الدينية والأزهر الشريف، وصولاً إلى المنظمات المدنية والأفراد.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أنه من خلال التعاون يمكننا بناء مستقبل أكثر أمانا وتسامحا لجميع أبناء مصر، محافظين على هويتها الحضارية العريقة وقيمها النبيلة، ومقدمين بذلك القدوة لدول العالم.
وتابع «الأزهري»، أن وزارة الأوقاف تتخذ خطًا أساسيًا وثابتًا وواضحًا في مكافحة الفكر المتطرف، وترسيخ قيم التسامح والعيش المشترك، وذلك من خلال العمل على محورين الأول: بناء نظرية فكرية في مواجهة التطرف، وذلك من خلال تصحيح المفاهيم ونشر الفكر الإسلامي الوسطي الصحيح.
أما المحور الثاني، من خلال العمل الميداني وذلك من خلال الدخول في صميم المواجهة، بتكثيف العمل الميداني والتحصين الفكري المباشر، ولاسيما ما يتصل بتحصين النشء والشباب من الفكر المتطرف، من خلال مساجد الأوقاف والعلماء والأئمة المتميزين والواعظات المتميزات.
القوة الحقيقية لوزارة الأوقاف
وأكد أن وزارة الأوقاف تعتبر الأئمة والدعاة والواعظات القوةَ الحقيقية للوزارة، وتقع على عاتقهم مهمة كبرى لتنفيذ استراتيجيتها. لذا، تحرص على دعمهم ومساندتهم وتشجيعهم بكل السبل، وتسعى للارتقاء بأحوالهم العلمية والمهارية والوجدانية والمالية.
وأشار وزير الأوقاف، إلى أن هناك توجيه متجدد من الرئيس عبد الفتاح السيسي، بدعم الدعاة والأئمة انطلاقًا من رسالة مصر السامية والمتفردة في تقديم الخطاب الديني المستنير.
الخطاب الديني وتجديده من منظور وزارة الأقاف
ذلك لأن وزارة الأوقاف تتحمل مسئولية المساجد والخطاب الديني الموجه عبرها وعبر وسائل الإعلام الأخرى إلى المخاطبين به، ولذلك تتبنى استراتيجية لتطوير الخطاب الديني وتجديده بما يناسب العصر وفق محاور أربعة؛ هي مواجهة التطرف الديني، ومواجهة التطرف اللاديني، وبناء الإنسان، وصناعة الحضارة.
فلابد من صقل مهارات الأئمة وتعزيز قدراتهم العلمية والفكرية والفقهية والتواصلية لتمكينهم من أداء رسالتهم. ومن هنا يتجلى حرص وزارة الأوقاف على حُسن التأهيل.
ولفت وزير الأوقاف، إلى إن أخطر ما نواجهه جميعا وما تواجهه دولنا وأوطاننا هو الفكر المتطرف، وانتشار تيار متطرف يتبنى فكر التكفير وحمل السلاح جراء منظومة فكرية عامرة بالأفكار المغلوطة، ونحن في حاجة إلى أن نقدم أطروحة ناجحة لمكافحة التطرف، وأن نسهم مع العالم في قضية التنمية المستدامة وقضية المرأة والطفولة وصناعة القيم وبناء الحضارة.
مواجهة فكرية
وشدد وزير الأوقاف، على أن مواجهة التطرف تكون من خلال مواجهة فكرية جادة في كل ما يتعلق بمفاهيم الفكر المتطرف، ومحاربة كل صور الإرهاب والتطرف والتكفير والعنف، وتفكيك منطلقات وأفكار هذه التيارات، والوزارة تعمل على حسن إعداد وتأهيل الأئمة، لأنهم العنصر الأكبر فى أداء الوزارة.
وأكد أن نجاح وزارة الأوقاف، فى تأهيل ورفع كفاءة الأئمة وتزويدهم بالوعي، والقدرة على مواجهة الخطر، والتصدى له، هو فى الحقيقة نجاح للوزارة، وستظل مصر حاملة للواء الإسلام والعروبة والمدافعة عن القيم والمؤتمنة على الشرع الشريف.