في ذكرى رحيله الـ64.. كيف غير المنفى حياة مكرم عبيد؟

تمر اليوم الذكري 64 لـ رحيل مكرم عبيد، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 5 يونيو1961، ويعد أحد أبرز زعماء ومفكري الحركة الوطنية المصرية في القرن العشرين. هو صاحب العبارة الشهيرة "نحن مسلمون وطنًا ونصارى دينًا، اللهم اجعلنا نحن المسلمين لك وللوطن أنصارًا. اللهم اجعلنا نحن نصارى لك، وللوطن مسلمين".

وُلِدَ مكرم عبيد عام ١٨٨٩م في مدينة قنا بصعيد مصر لعائلة مسيحية مرموقة، درس القانون في جامعة أكسفورد، وحصل على ما يعادل درجة الدكتوراه في ذلك الوقت عام ١٩١٢م. عمل سكرتيرًا لجريدة الوقائع المصرية، عُيِّنَ بعد ذلك أستاذًا في كلية الحقوق. انضم «عبيد» إلى حزب الوفد عام ١٩١٩م، وعمِل في مجال الدعاية والترجمة ضد الاحتلال، وامتد نشاطه الدعائي لإنجلترا وألمانيا وفرنسا، وعندما نُفي سعد زغلول، كثَّف «عبيد» نشاطه الدعائي ضد الاحتلال في الخطب والمقالات الوطنية التي كان يلقيها؛ ممَّا دفع الاحتلال للقبض عليه ونفيه.

لماذا لقب بالمجاهد الكبير؟

لقب مكرم عبيد بـ"المجاهد الكبير" بعد أن تابعوه سياسيا داعيا منظما قديرا ومحاميا مدافعا عن قضايا الوطن، وقاده نضاله الى النفي والسجن.

يشير الكاتب الصحفي مصطفى نبيل عبر مقاله "مكرم عبيد وعروبة مصر"- نشرها في وقت سابق- إلى أن مكرم عبيد كان من أوائل الزعماء الذين أدركوا  ابعاد انتماء مصر العربي.

وقال نبيل إن مكرم عبيد نادى برابطة عربية جامعة قبل قيام جامعة الدول العربية بخمس سنوات، وأصبح أحد رموز هذا الاتجاه، ومعبرا عنه، يحضر المؤتمرات العربية، ويقوم بجولات في ابلاد العربية، وتربطة بالقادة العرب علاقات وثيقة.

ينتهي مصطفى نبيل إلى أن أهم ما يميز سيرة حياة مكرم عبيد، أنه نموذج لما أحدثته ثورة 1919 من تغييرات في أفراد الشعب فبعثت روحا جديدة في الأمة كلها، واعادت تكوينها من جديد، وربطت الجميع بالمثل لعليا الوطنية، في لحظة تاريخية نادرة.

 المنفى وكيف غير في مكرم عبيد 

من جانبها، قالت الكاتبة منى مكرم عبيد في تقديمها لكتاب "كلمات ومواقف": من يعاشر مكرم عبيد من قرب يجد فيه إنسانا يختلف تماما عن تلك الصورة المبهرة التى عرفه بها الناس، فقد كنت أسأله عن كل شيء ويرد ببساطة وعطف ولم يحاول أن يثير في نفسي الدهشة او الانبهار بالأدوار المتعددة التي قام بها في الساحة السياسية.

وترى أن فترة المنفى كانت بمثابة العنصر الاساسي الذي دعم فكره ورؤيته الوطنية فالمنفى دعم ارتباه الوثيق بالوطن، فهو يقول: "لم نشعر في حياتنا أننا مصريون عاشقون لمصر بمقدار ما شعرنا بذلك في المنفي" أيضا يقول:"ما أحسست طوال عمري أن الوطن قريب الى قلبي وفكري إلا عندما أبعدوني إلى سيشيل، فكانت أداة الفصل هي هي أداة الوصل.. وكان النفي سبيله هو لجمع فإذا بالنفي والبعد المانع هو القرب الجامع".

وتابعت: "كان لنفيه أن يكون أقرب صله بسعد زغلول ففى هذه الفترة تم التبني وأصبح يعرف بأبن سعد وتعلم من سعد زغلول كيف يعيش حياة التحدي والقوة المعنوية التي تقهر الصعاب ورأى أن سعد زغلول مثال يفتدى واجه الصعوبات وصمد لها، ويقول بهذه المناسبة "لعلي لم أعرف سعدا ولم أعرف مبلع حبي له _ ذلك الحب النادر الذي يغذيه القلب والعقل معا الا عندما أتاح الله لي أن اخلو به في سيشيل في انتظار قدوم أخواننا من عدن، في تلك الفترة القصيرة الحلوة التي كان لها أثر حاسم في تطور فكري والتي ما زالت أعدها كحقبة من أهم حقبات عمري _ في تلك الفترة علمني سعد أن أحبه وأحترمه".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق موعد نتيجة الشهادة الإعدادية 2025 محافظة الإسماعيلية الترم الثاني.. رابط الاستعلام الرسمي
التالى "حالة طوارئ" تُعيد نجوى كرم للساحة الغنائية (تفاصيل)