تبدأ قوافل ضيوف الرحمن من حجاج السياحة مساء اليوم الأربعاء (التاسع من ذي الحجة) التوجه إلى صعيد عرفات الطاهر لأداء الركن الأعظم من مناسك الحج، وسط استعدادات مكثفة وتنظيم دقيق لضمان سلامتهم وراحتهم في هذا اليوم العظيم الذي تتنزل فيه الرحمات وتُرفع فيه الدعوات.
وقالت رئيس الإدارة المركزية لشركات السياحة ورئيسة بعثة الحج السياحي، سامية سامي، إن عدد حجاج السياحة هذا العام 40672 حاجًا، بحسب بيانات وزارة السياحة والآثار، الموزعين على عدد من المخيمات بعرفات تم تجهيزها مسبقًا وفق أعلى معايير الجودة. ويجري تصعيد الحجاج من مقار إقامتهم في مشعر منى إلى عرفات في توقيتات محددة ومنظمة، بالتنسيق الكامل بين بعثة الحج السياحي والسلطات السعودية المعنية، بما يضمن انسيابية الحركة وتيسير أداء المناسك بيسر وأمان.
وأصافت "سامي"، أن تنظيم تصعيد الحجاج هذا العام تم وفق آليات جديدة ومحدثة، شملت الربط الإلكتروني مع الجانب السعودي لضمان دقة المعلومات، وتحديث قاعدة بيانات الحجاج وتوزيعهم على الحافلات والمخيمات بشكل مسبق. و
أضافت أن هناك متابعة دقيقة من غرفة العمليات المركزية، على مدار الساعة، بالتعاون مع ممثلي الوزارة ومشرفي الشركات السياحية المنتشرة في مكة والمشاعر.
خطة ميدانية شاملة
وضعت بعثة الحج السياحي خطة عمل ميدانية متكاملة يشرف على تنفيذها فريق متخصص يضم 120 عضوًا من اللجنة الفنية، موزعين بعناية على جميع مخيمات الحجاج في مشعر عرفات، بحيث يتولى نحو 15 موظفًا من البعثة الإشراف على كل مخيم. وتأتي هذه الخطة لضمان تقديم الدعم اللوجستي والخدمي المباشر لأكثر من 41 ألف حاج من حجاج السياحة، والذين يمثلون ما نسبته 52% من إجمالي الحجاج المصريين هذا العام، في انعكاس واضح لحجم المسؤولية الملقاة على عاتق البعثة، وحرص الدولة على ضمان راحة وسلامة ضيوف الرحمن.
وأشارت البعثة، إلى أن اللجان الفنية نفذت جولات ميدانية موسعة خلال الأيام الماضية داخل مخيمات عرفات، لمتابعة مستوى التجهيزات والتأكد من مطابقتها للمعايير المعتمدة من وزارة الحج والعمرة السعودية، لافتة إلى أن الاستعدادات تمت بدقة متناهية، وشملت تجهيز البنية التحتية وتوفير كل وسائل الراحة، من تكييف، وفرش، وخدمات طبية وغذائية، بما يضمن تقديم تجربة حج متميزة تليق بالحاج المصري
في حين كشفت المديرية العامة للدفاع المدني عن إدخال طائرة الدرون الذكية “صقر”، المعززة بتقنيات الذكاء الاصطناعي، ضمن منظومة الاستجابة المتقدمة لموسم حج 1446هـ، وذلك لتنفيذ مهام الإطفاء والإنقاذ في المواقع المرتفعة أو صعبة الوصول.
وتتميز “صقر” بقدرتها على التحليق لمدة تصل إلى 12 ساعة متواصلة، بارتفاعات شاهقة، مع حمولة تبلغ نحو 40 كيلوجرامًا، وهي مجهزة بنظام إطفاء متعدد الاستخدامات، وكاميرات حرارية، ومنظومة أمان وتحكم متقدمة، إضافة إلى إمكانية البث المباشر وربطها بمركز القيادة والتحكم.
وتُعد الطائرة أداة فاعلة في التعامل مع الحرائق داخل المباني المرتفعة والمناطق الصناعية والمواقع المزدحمة أو التي تحتوي على مواد خطرة، فضلًا عن فعاليتها العالية في حرائق الغابات.
كما تسهم في تقليل المخاطر على الأفراد، وتسريع الاستجابة الميدانية، من خلال التصوير اللحظي ودعم صناع القرار بالمعلومات الدقيقة والفورية.
خطة إلكترونية لتصعيد حجاج السياحة إلى عرفات
كشف ناصر تركي، عضو اللجنة العليا للحج والعمرة، تفاصيل خطة تصعيد حجاج السياحة المصريين إلى مشعر عرفات مساء اليوم الأربعاء، لافتًا إلى أن موسم الحج هذا العام يشهد تطبيق منظومة تصعيد دقيقة تعتمد بالكامل على الحلول الرقمية، في خطوة تعكس تطور الأداء المصري في مواكبة التحول الإلكتروني الشامل الذي تشهده منظومة الحج في المملكة.
وأشار "تركي"، إلى أن خطة التصعيد تبدأ مباشرة عقب صلاة المغرب، حيث يتم توزيع الحافلات تبعًا لمراكز خدمة شركات السياحة، من خلال نظام إلكتروني موحد يسجّل بدقة أرقام الحافلات، وأسماء السائقين، ومواقع التخييم الخاصة بكل حاج. ويصاحب الحجاج في رحلتهم بطاقات “نسك” الذكية المزودة بباركود، والتي تضم كافة البيانات الشخصية وموقع المخيم، بما يسهم في سهولة الوصول والتتبع ويعزز من دقة التنظيم والسلامة.
وأوضح أن الحجاج سيتم توزيعهم على معسكرين رئيسيين في منطقة عرفات، أحدهما بشارع “سوق العرب” والآخر بشارع “الجوهرة”، وقد جرى إعداد هذه المعسكرات بكافة التجهيزات التي تضمن راحة الحجاج، بدءًا من التكييف والفرش الحديث، ومرورًا بالخدمات الطبية والوجبات، وحتى توافر المياه الباردة وأماكن الراحة. وأكد أن المخيمات تستوعب مختلف مستويات برامج الحج السياحي، من الاقتصادي والبري إلى الفاخر وبرامج VIP، مع تخصيص أبراج فندقية للحجاج المميزين.
ونوه بأن كافة شركات السياحة التزمت بتسجيل بيانات الحافلات ضمن المسار الإلكتروني الموحد، كما تم تحديد مسارات النقل سلفًا بالتنسيق مع الجانب السعودي، مع وجود عدادات ذكية داخل الحافلات وربطها بمنصة مراقبة مركزية لضمان انسيابية الحركة، وعدم تجاوز الحد الأقصى البالغ 45 راكبًا للحافلة. وفي بعض برامج "VIP"، خُصصت حافلات أقل سعة لتوفير مستويات راحة أعلى.
ولفت إلى أن الحجاج لم يعودوا بحاجة لحمل جوازات سفرهم أثناء التنقل بين المشاعر، إذ تُحتفظ بها بأمان داخل الفنادق، ويتم الاعتماد بالكامل على بطاقة “نسك” للتحقق من الهوية، وهو ما يمثل تحولًا نوعيًا في تعزيز الأمان وتسهيل الإجراءات الميدانية، ويُظهر مدى استجابة الشركات المصرية لتطورات المنظومة الرقمية السعودية.
وأوضح أن الخطة تشمل تجهيز الحافلات بطواقم إشرافية من الإداريين والأطباء، وتنظيم التفويج في مجموعات متتابعة وفق جدول زمني محدد بالتنسيق مع مؤسسات الطوافة، مع ضمان توفير بيئة صحية وآمنة في مخيمات عرفات طوال يوم الوقوف، حتى موعد النفرة إلى مزدلفة. وأضاف: “الحج السياحي هذا العام يُثبت مجددًا قدرته على التميز والانضباط، بفضل تكامل الجهود بين شركات السياحة والمشرفين والجهات التنظيمية في مصر والسعودية
بالإضافة إلى تخصيص وتجهيز نحو 15 سيارة إسعاف لتكون في خدمة نقل الحجاج ضمن خطة المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى فرق طبية لمتابعة حالتهم الصحية أثناء التصعيد،
فيما تشمل مستشفيات مشعر عرفات: مستشفى جبل الرحمة، ومستشفى عرفات العام، ومستشفى نمرة، ومستشفى شرق عرفات، إلى جانب عدد من المراكز الطبية لمتابعة الحالات الصحية للحجاج أثناء أداء المناسك.
وقال وليد خليل، نائب رئيس لجنة السياحةالدينية بالغرفة وعضو اللجنة العليا للحج والعمرة أنهناك أكثر من ٨٠٠ سيارة ستصعد الحجاج إلى عرفات، موضحًا أن التصعيد سيتم إلىمشعر عرفات مباشرة موضحا أن البعثة حرصت علىتطبيق الضوابط فيما يخص أتوبيسات نقل الحجاجخاصة التصعيد من مكة إلى عرفات بحيث تكونسيارات حديثة
مخيمات مجهزة بالكامل لخدمة الحاج المصري
وراجعت بعثة الحج السياحة بالتعاون مع الشركات السياحية خلال الأيام الماضية، كافة التجهيزات الخاصة بخطة التصعيد ومخيمات الحجاج في مني وعرفات، وتسكين الحجاج بمخيماتهم بالمشاعر المقدسة، سيتم استلام مخيمات الحجاج بشكل نهائي بعد انتهاء كافة تجهيزاتها وتلافي كافة الملاحظات التي سجلتها البعثة خلال الأيام الماضية.