تمر اليوم الذكرى الـ72 لرحيل الشاعر التركي الأشهر ناظم حكمت، أحد أبرز أيقونات الشعر المعاصر فقد رحل في مثل هذا اليوم، الثالث من يونيو عام 1963.
ويُعد حكمت من أبرز المشاركين في حركة أتاتورك التجديدية، إلا أنه عارضها لاحقًا، ودفع ثمن مواقفه السياسية سجنًا دام 15 عامًا.
في السطور التالية، نستعرض سيرته، وأسباب منعه من النشر، وسجنه:
ناظم حكمت
تميّز شعر ناظم حكمت ببساطة آسرة ومواقف واضحة. جرب في شعره مختلف الأشكال، سواء الحديثة أو الموروثة، واغتنى بتجربته الشعرية من خلال انفتاحه على مختلف الثقافات، خاصة أنه كانت له علاقات شخصية مع كبار الأدباء الروس والأوروبيين والأمريكيين، بل وحتى العرب.
وقد ترك ناظم حكمت أثرًا واضحًا في الشعر العربي، حيث يمكن تلمّس أصداء طريقته الشعرية في أعمال العديد من الشعراء مثل عبد الوهاب البياتي، بلند الحيدري، نزار قباني، فضلًا عن عدد من شعراء العامية الذين استلهموا من أسلوبه في إدخال التفاصيل اليومية البسيطة إلى قلب العالم الشعري، مما أضفى عليه أبعادًا جديدة وغير مألوفة.
الشاعر الثائر
يُعرف ناظم حكمت – واسمه الكامل ناظم حكمت ران – كشاعر، وكاتب مسرحي وروائي. اتخذ في مسيرته منحًى رومانسيًا، وكان من أوائل من مزجوا الرومانسية بالثورية السياسية. تُرجمت أعماله إلى أكثر من خمسين لغة، وحصدت جوائز عديدة، ما جعله واحدًا من أكثر الشعراء تأثيرًا في القرن العشرين.
ناظم حكمت في السجن
قليل هم الشعراء في العالم الذين ذاقوا من الظلم والمعاناة ما ذاقه ناظم حكمت. فقد قضى نحو 15 عامًا خلف القضبان بسبب آرائه السياسية. يقول في إحدى قصائده:
"أما الذي تجسدت فيه مدينة إسطنبول... فاشهد يا شعب تركيا، وآن لك أن تشهد ما أعاني من آلام."
خلف القضبان.. الشعر لا يموت
توثق بعض الكتب رحلة ناظم حكمت في السجن، وكيف عاش حياة تفتقر إلى أدنى مقومات الصحة والكرامة الإنسانية. من داخل الزنزانة، تتقاطع حياته مع زملائه السجناء من مختلف الطبقات والمشارب. وفي كل لحظة، كان الشعر هو المهرب، وكان ناظم القلب النابض لذلك العالم الرمادي.
يروي المؤلف تفاصيل دقيقة عن حياة حكمت في السجن: روتينه اليومي، علاقته بالطعام، صحته المتدهورة، كتاباته، مواقفه السياسية، وعمقه الإنساني الذي جعل منه محبوبًا حتى بين سجانيه.
وبالرغم من قسوة السجن، فإن هذه التجربة كانت بالنسبة له فرصة لإنتاج فني وإنساني عظيم. لم ينقطع عن الحياة، بل أعاد بناءها داخل الجدران بالصبر، والعقل، والخيال.
أسماء مستعارة
في سنوات المطاردة، اضطر ناظم حكمت لاستخدام أسماء مستعارة أثناء منعه من دخول تركيا، مثل: أورخان سليم، أحمد أوغوز، ممتاز عثمان، وأرجومينت آر.
وقد أصدر كتابًا بعنوان "الكلاب تعوي والقافلة تسير" موقّعًا باسم أورخان سليم.