رحاب إبراهيم: الكتابة انعكاس للتجارب الإنسانية المشتركة بين الرجل والمرأة

بين الحين والآخر، تثار قضية “الجندر” في الإبداع، رغم أن العديد من المبدعين والنقاد، ومؤرخي الأدب، يرفضون مصطلح الكتابة النسوية، كونها تنطلق من تصنيف الإبداع على أساس الجنس، وكأن المرأة المبدعة لا تستطيع الكتابة إلا عن القضايا التي تخصها وتخص جنسها، وهو ما ترفضه المبدعات.   

وفي هذا الصدد قالت الكاتبة رحاب إبراهيم: “وما العيب في أن يكتب الإنسان عمّا يعرف؟! ربما العكس هو الرديء.. أن تكتب شيئا بلا معرفة حقيقية”.

فكرة التصنيف وجدت أساسا لمساعدة العقل على الإدراك

وأوضحت “إبراهيم”، في تصريحات لـ "الدستور": “الكتابة انعكاس للتجربة والوعي، والكثير من التجارب الإنسانية مشتركة بين الرجل والمرأة مثل العمل والسفر والمرض والفقد وغيرها، بينما تنفرد المرأة بتجربة شديدة الخصوصية تتعلق بجسدها وعلاقتها معه من خلال نظرة المجتمع أو من خلال تجربة الأمومة مثلا، مما يضيف بعدا مغايرا لتجربتها الإبداعية”.

وأشارت إلى أن فكرة التصنيف وجدت أساسا لمساعدة العقل على الإدراك، عن طريق جمع العناصر التي تربط بينها سمات عامة مشتركة، ولكن بمرور الوقت استُخدمت في تصنيف الأدب النسائي. لتصبح وصمة لا تصنيفا، فعند ذكر المصطلح ــ الكتابة النسوية ــ  يتبادر للذهن نوع من الكتابة يفيض بمشاعر العشق والهجر والخيانة والشكوى و..و..، كتابة مكررة محدودة التجربة ضيقة الأفق تسعى إلى الانتصار على رجل ما أو إلى لفت انتباهه.

وأوضحت أن “الأدب تجربة إنسانية، هناك أدب جيد وكتابة رديئة، هذا هو التصنيف الذي أؤمن به، لست مع تصنيف الكتابة النسوية أو النسائية إلا كما نصنف أدب السجون أو أدب اللاجئين مثلا، هناك سمات عامة مشتركة، ولكن تبقى فرادة التجربة وطزاجتها والتعبير عنها هي الأساس”.

وفي الكتابة كما في الحياة تدخل المرأة الحياة المهنية محملة بتهم جاهزة، الجمال تهمة والعلاقات العاطفية تهمة وملابسها تهمة والطلاق تهمة و....ومحملة أيضا بأعباء حياتية وجسدية لا يطالب بها الرجل في حال كونها أم وزوجة.

وأضافت “إبراهيم”: “هذه الأعباء تستهلك طاقة كبيرة لتفلت منها وتعمل على مشروع ثقافي حقيقي بعيدا عما يعرف بالأدب النسائي أو الكتابة النسوية بمعنى المكرر والمحدود.. ينمو حينا ويتوقف حينا بحسب الظروف”.

وأكدت أن مشوار الكتابة الجيدة صعب في العموم، وأصعب في حالة الكاتبة، وعلى عكس ما قد يرى البعض فإن الاحتفاء بالكتابة الركيكة لمجرد كونها لأنثى تمارس الكتابة قد أضر بالمرأة قبل الرجل.

وتابعت أن بداية الاحتفاء بـ “الكتابة النسوية” كانت بسبب قلة عدد الكاتبات نسبيا، وندرة تواجدهن في دوائر الأدب والثقافة، فكان من الطبيعي الالتفات لهذا الحضور الأنثوي قبل الثقافي، ومنح درجة تفوق مجانية كونها استطاعت تحدي حدود وأعراف مجتمعية واقتحمت مجال الإبداع.

تماما كما تم الاحتفاء بدخولها مجال الطب والسياسة والحقوق وغيرها.. في زمن مضى كان مجرد التواجد جرأة تستحق التحية.. ثم يلي ذلك النظرة للمحتوى وأصالته، هذه النظرة قد تتم وقد لا تحدث أبدا.

ومع الوقت اقتحمت المرأة العديد من المجالات وتميزت فيها، وأصبح وجودها شيئا عاديا، لذا أصبح الرهان حاليا على القيمة والجدية وعمق التجربة وثراءها.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الاستثمار: القطاع الرياضي يمتلك بنية تحتية متطورة واهتمام متزايد من الدولة
التالى «جولة دبلوماسية جديدة».. وزير خارجية إيران يزور مصر ولبنان الأسبوع المقبل