قال ولي الدين سعودي، قائد فريق الإنقاذ في الهلال الأحمر المصري، إن الاستعدادات لمواجهة العاصفة التي ضربت الإسكندرية فجر السبت بدأت قبل حدوثها بيوم كامل، بعد صدور توجيهات من غرفة العمليات المركزية استنادًا إلى تقارير هيئة الأرصاد حذرت من اضطرابات جوية متوقعة في المدينة.
وأضاف سعودي، خلال تصريحاته لبرنامج "كلمة أخيرة" والمذاع عبر فضائية ON، أن تأثير العاصفة تجاوز التقديرات، رغم الجاهزية الكاملة للفرق، مؤكدًا أن الخطط الاستباقية كانت موضوعة بعناية، والعناصر موزعة في الشوارع، وكل فرد كان على دراية تامة بمهامه، مؤكدًا أن الموقف كان استثنائيًا، لكنه أظهر مدى كفاءة التدريب والاستعداد.
وعن واقعة نفق سيدي بشر، أوضح أن غرفة العمليات المركزية تلقت بلاغًا عن توكتوك غارق، ضمن سلسلة من البلاغات التي كانت ترد من شبكة المتطوعين في مبادرة "متطوع في كل شارع"، التي أنشئت خلال جائحة كورونا لضمان التغطية الميدانية في كل أنحاء الجمهورية، مشيرًا إلى أن السائق كان في حالة انهيار وهو يردد أن التوكتوك مصدر رزقه، مؤكدًا أن الفريق وعده بمحاولة إخراجه فور انخفاض منسوب المياه.
وتابع، أنه عندما تراجعت المياه، تدخل الفريق باستخدام سيارات دفع رباعي وسلسلة سحب مخصصة، في ظل صعوبة التحرك بسبب طبقات الثلج، وتطوع محمد شعبان، أحد أعضاء الفريق، بالنزول سيرًا وسط المياه مرتديًا بدلة سيول واقية، وسار قرابة 25 مترًا حتى وصل إلى موقع التوكتوك.
موقف إنساني لأحد أعضاء الفريق
وأشار إلى أنه خلال تنفيذ عملية السحب، لاحظ الفريق حركة وسط الثلوج، ليتبين أن هناك طائرًا يكافح للخروج من الجليد، وبادر محمد شعبان بترك التوكتوك وتوجه مباشرة لإنقاذ الطائر الذي كان في حالة تجمد شبه كامل، وتم لفه في فوطة ووضعه داخل السيارة لتدفئته، في مشهد إنساني نال تقدير كل من شاهده من أعلى الكوبري.