استقبل رئيس مجلس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، اليوم الأحد، الرئيس اللبناني، جوزيف عون، في مراسم استقبال رسمية أُقيمت في العاصمة بغداد، إيذانًا بانطلاق زيارة رسمية يجريها الرئيس اللبناني على رأس وفد حكومي رفيع المستوى.
مباحثات موسّعة على أجندة الزيارة
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، أن زيارة الرئيس اللبناني تأتي في إطار سعي البلدين لتعزيز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، على رأسها ملف الطاقة وتزويد لبنان بالوقود اللازم لتشغيل محطات الكهرباء، إضافة إلى قضايا اقتصادية وسياسية ذات اهتمام مشترك.
ومن المقرر أن يُجري الجانبان مباحثات رسمية تتناول سبل تطوير العلاقات بين العراق ولبنان، والعمل على توسيعها في مختلف القطاعات، إلى جانب تبادل وجهات النظر بشأن تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، والتحديات المشتركة، لا سيما تلك المتعلقة بدعم الاستقرار في المنطقة.
دعم عراقي متواصل للبنان
وتأتي الزيارة بعد أسابيع من إعلان العراق خلال القمة العربية الرابعة والثلاثين التي عُقدت في بغداد، تقديم تبرع بقيمة 20 مليون دولار لصالح جهود إعادة إعمار المناطق اللبنانية المتضررة جراء العدوان الإسرائيلي، في خطوة اعتبرها مراقبون دليلًا على التزام العراق بدعم لبنان في مواجهة الأزمات الإنسانية والاقتصادية.
طيّ صفحة التوتر الدبلوماسي
وتُعد زيارة جوزيف عون إلى بغداد مؤشرًا على سعي البلدين لتجاوز مرحلة التوتر التي شهدتها العلاقات الثنائية خلال الشهور الماضية، وذلك عقب تصريحات أدلى بها الرئيس اللبناني في أبريل الماضي بشأن "عدم استنساخ تجربة الحشد الشعبي في لبنان"، وهي التصريحات التي أثارت استياءً في الأوساط العراقية، ودفع الحكومة إلى استدعاء السفير اللبناني وتسليمه مذكرة احتجاج رسمية.
سياق إقليمي حساس
وتأتي زيارة الرئيس اللبناني إلى العراق في وقت يشهد فيه الإقليم توترات متصاعدة نتيجة التطورات في غزة وجنوب لبنان، ما يضفي بعدًا إضافيًا على اللقاءات السياسية المنتظرة بين الجانبين، خصوصًا في ما يتعلق بدعم الجهود الإقليمية لتخفيف حدة التصعيد، وتعزيز دور بغداد كوسيط دبلوماسي بين مختلف الأطراف العربية.
