يستعد منتخب السودان لخوض مواجهة قوية اليوم أمام نظيره بوركينا فاسو، في إطار الجولة الثالثة من مباريات المجموعة الخامسة لبطولة كأس أمم إفريقيا 2025 على الأراضي المغربية؛ وتكتسب المباراة أهمية خاصة للفريق السوداني بعد أن ضمن بطاقة التأهل إلى دور الـ16، ما يمنحه فرصة للتركيز على الصراع على المركز الثاني في المجموعة وتحقيق أفضل ترتيب ممكن قبل مرحلة الأدوار الإقصائية.

ويأمل "صقور الجديان" في تعزيز ثقتهم بأنفسهم وتحقيق فوز معنوي قبل الانتقال إلى مرحلة خروج المغلوب، وذلك بعد تحقيقهم انتصارًا مهمًا على غينيا الاستوائية بنتيجة 1–0، الهدف الذي جاء عن طريق خطأ دفاعي للفريق المنافس؛ وقد شكل هذا الفوز نقطة تحول في مسيرة المنتخب السوداني، بعدما تمكن من العودة إلى ثمن النهائي بعد غياب دام 13 عامًا، مؤكدًا أن الفريق قادر على المنافسة رغم التحديات والصعوبات التي واجهها قبل البطولة.

قيمة المباراة وتحديات الفريقين

رغم حسم التأهل، يظل اللقاء ذا قيمة تنافسية كبيرة، إذ يتساوى السودان وبوركينا فاسو في رصيد النقاط (3 لكل فريق)، ما يجعل المباراة اختبارًا حقيقيًا للقدرة على السيطرة والإيقاع التكتيكي على أرض الملعب؛ وتعكس المباراة رغبة السودان في التأكيد على مكانته ضمن أقوى الفرق الإفريقية، وتقديم أداء قوي يرسل رسالة واضحة بأن مشاركته في البطولة ليست مجرد حضور، بل منافسة على أعلى مستوى.

من جانبه، أبدى مدرب السودان كواسي أبياه ثقته الكبيرة في اللاعبين، مؤكدًا أن الهدف هو تحقيق الفوز والإبقاء على معنويات الفريق مرتفعة قبل مواجهة الأدوار الحاسمة.

وأوضح أن احترام بوركينا فاسو لا يمنع الفريق من تقديم أفضل ما لديه، مشددًا على أن كل مباراة تُعد فرصة لتطبيق الخطط التكتيكية ومواجهة خصم يمتلك لاعبين محترفين في الدوريات الأوروبية.

التحليل الفني للمباراة

يحمل اللقاء بعدًا تكتيكيًا مهمًا، إذ يعتمد السودان على صلابته الدفاعية وقدرته على التحكم في الإيقاع خلال معظم دقائق المباراة؛ الفريق سجل هدفًا واحدًا فقط في المباراتين السابقتين، ولكنه حافظ على تماسكه الدفاعي في فترات طويلة، مما يعكس قدرة المدرب على إعداد اللاعبين لمواجهة الفرق القوية.

في المقابل، تمتلك بوركينا فاسو خط هجوم أكثر قوة وفاعلية، ما يجعل المباراة اختبارًا حقيقيًا لصقور الجديان. الفريقان متساويان في النقاط، لكن فارق الأهداف يمنح بوركينا فاسو الأفضلية قبل انطلاق اللقاء، ما يزيد من أهمية السيطرة على المباراة منذ البداية.

ويركز السودان على الاستفادة من الكرات الثابتة والتمريرات الطويلة لخلق فرص تهديفية، بينما يسعى مدرب بوركينا فاسو لتوظيف سرعات اللاعبين في الأطراف واختراق الدفاع السوداني عبر الهجمات المرتدة، وهو ما يرفع من درجة الإثارة والتحدي خلال المباراة.

موعد المباراة وتوقيت البث المباشر

ستنطلق المباراة اليوم في تمام الساعة السادسة مساءً بتوقيت القاهرة والخرطوم، والساعة السابعة بتوقيت مكة المكرمة، والساعة الخامسة بتوقيت المغرب؛ ويتيح هذا التوقيت فرصة لعشاق الكرة الإفريقية في مختلف الدول لمتابعة اللقاء مباشرة.

ويحرص الجهاز الفني للمنتخب السوداني على متابعة كل التفاصيل قبل المباراة، بدءًا من التحضيرات البدنية والذهنية، وصولًا إلى دراسة نقاط القوة والضعف في صفوف المنافس، لضمان أفضل أداء ممكن على أرض الملعب.

القنوات الناقلة للبث المباشر

يمكن متابعة المباراة عبر مجموعة من القنوات المجانية والمشفرة، بما يتيح لعشاق الكرة متابعة صقور الجديان لحظة بلحظة. 

كما توفر القنوات تحليلات دقيقة قبل وبعد المباراة، بما في ذلك التعليق على الخطط التكتيكية، التبديلات، واللحظات الحاسمة التي قد تحدد مصير اللقاء.

وتعد قناة "الأولى المغربية" من القنوات المجانية التي تتيح بث المباراة مباشرة، وهو ما يسهل على المشاهدين في المنطقة متابعة الحدث دون الحاجة إلى الاشتراكات المدفوعة.

توقعات الأداء والنتائج

يتوقع الخبراء أن يسيطر منتخب السودان على وسط الملعب، مستفيدًا من قوة الدفاع وترابط خطوط الفريق، بينما سيعتمد على الهجمات المنظمة لتهديد مرمى بوركينا فاسو؛ كما أن التركيز على الحفاظ على الشباك نظيفة سيكون عاملًا حاسمًا، نظرًا لأهمية كل هدف في تحديد ترتيب الفريق في المجموعة قبل الانتقال إلى دور الـ16.

وحتى في حالة التعادل، يمكن للسودان أن يحافظ على موقعه بين الفرق المتأهلة، بينما يمنح الفوز دفعة معنوية كبيرة ويؤكد قدرة الفريق على المنافسة بشكل قوي في الأدوار المقبلة.

تعد مباراة السودان وبوركينا فاسو فرصة حقيقية لصقور الجديان لإظهار قوتهم وتأكيد جاهزيتهم للمراحل الإقصائية من البطولة؛ ومع بدء صافرة البداية مساء اليوم، ستتجه الأنظار إلى أداء الفريقين، وستحمل الدقائق الأولى مؤشرات واضحة على استراتيجية كلا الفريقين ومدى جاهزيتهما للمنافسة على المركز الثاني في المجموعة قبل دخول مرحلة خروج المغلوب.

وبذلك يدخل السودان المباراة بثقة جديدة وطموح متجدد، مع رغبة حقيقية في كتابة فصل جديد في تاريخه القاري، وتحقيق أفضل نتيجة ممكنة في كأس أمم إفريقيا 2025.