اليمن: ماذا يعني قصف ميناء المكلا؟

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

أعلنت اليوم الثلاثا، تنفيذ عملية عسكرية وصفتها بـ«المحدودة» استهدفت ميناء المكلا بمحافظة حضرموت شرقي اليمن، في خطوة أثارت موجة واسعة من الاستغراب في الأوساط السياسية والشعبية، واعتبرها مراقبون مؤشرًا جديدًا على التخبط في إدارة الرياض للملف اليمني بعد قرابة عشر سنوات على بدء تدخلها العسكري، وفقا لسكاي نيوز.

وبحسب مصادر محلية، استهدفت الغارة بنية تحتية داخل الميناء تُعد شريان حياة اقتصادي ومعيشي للحضرميين، ونُفذت قرب خزانات وقود ضخمة، ما أثار مخاوف جدية من احتمال حدوث كارثة إنسانية وبيئية، في حال توسع نطاق الاستهداف أو تكراره، وجاء القصف بعد أيام من إغلاق ميناء عدن الاستراتيجي، الأمر الذي ضاعف من القلق إزاء تداعيات هذه الإجراءات على حياة ملايين اليمنيين.

تحركات متناقضة
القصف جاء عقب إعلان سعودي، باسم التحالف، عن قرار «التحرك عسكريًا» ضد المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت، استجابة لطلب من رئيس مجلس القيادة الرئاسي غير أن هذا التطور تزامن مع قرارات فردية أعلنها رئيس المجلس، شملت إعلان حالة الطوارئ وإنهاء الشراكة العسكرية مع الإمارات وهي قرارات أكد مراقبون أنها لا تستند إلى أساس قانوني، نظرًا لأن إعلان نقل السلطة ينص على أن المجلس هيئة جماعية تُتخذ قراراتها بالتوافق أو بالأغلبية.

وفي هذا السياق، أصدر أربعة أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي بيانًا مشتركًا شددوا فيه على عدم قانونية الإجراءات المتخذة، معتبرين أنها تمثل انفرادًا بالقرار السيادي والعسكري، وتقويضًا لما تبقى من مصداقية المجلس السياسية والأخلاقية، فضلًا عن تعارضها مع طبيعة الشراكات القائمة على الأرض.

تصعيد في توقيت حساس
وجاءت الغارة السعودية على المكلا بعد يوم واحد فقط من خروج حشود جماهيرية ضخمة في المدينة، شارك فيها عشرات الآلاف من أبناء حضرموت ومديرياتها المختلفة، في مليونية شعبية طالبت بإعلان دولة الجنوب العربي، وعبّرت عن دعمها للقوات المسلحة الجنوبية وقيادتها وللمجلس الانتقالي الجنوبي

ورأى مراقبون أن توقيت القصف، عقب هذا الحراك الشعبي الواسع، يطرح تساؤلات حول الرسائل السياسية والأمنية التي تسعى الرياض إلى إيصالها، في وقت تشهد فيه حضرموت تصاعدًا في المطالب الشعبية المطالبة بتقرير مصير الجنوب واستعادة الدولة الجنوبية التي كانت قائمة قبل عالم الوحدة مع اليمن الشمالي عام 1990

مخاطر أمنية وإرهابية
في موازاة ذلك، حذّرت تقارير أمنية من أن حالة الارتباك والتصعيد المتعدد الأطراف قد تخلق فراغًا أمنيًا تستفيد منه الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها تنظيم القاعدة  سبق أن سيطر على حضرموت  عام 2015 قبل أن يتم طرده على يد قوات النخبة الحضرمية بدعم إماراتي. وتشير تقديرات إلى أن التنظيم لا يزال يحتفظ بخلايا نائمة في وادي حضرموت، مترقبًا أي انهيار أمني للعودة مجددًا.

تداعيات إقليمية ودولية

مشهد مفتوح
ويرى محللون أن قصف ميناء المكلا، إلى جانب قرارات سياسية أحادية وتصعيد عسكري ضد حلفاء على الأرض، يعكس ارتباكًا استراتيجيًا سعوديًا متزايدًا في إدارة الأزمة اليمنية. ارتباك، يقولون، لا يخدم سوى إطالة أمد الصراع، ويقوّض فرص الاستقرار، في وقت تتزايد فيه المطالب الشعبية الجنوبية بترتيبات سياسية جديدة تضع حدًا لسنوات من الجمود والفوضى.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق