سوريا بين مسار التعافي وتجدد الانتهاكات… توغل إسرائيلي في القنيطرة يعمّق الجراح المفتوحة

الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

تشهد الساحة السورية في الآونة الأخيرة مفارقة لافتة بين محاولات داخلية لإعادة الاستقرار وترميم الدولة، وبين تصعيد خارجي يعيد فتح ملفات الانتهاكات والسيادة. ففي الوقت الذي تسعى فيه دمشق إلى تثبيت الأمن وتحسين الواقع المعيشي، تتجدد الاعتداءات الإسرائيلية في الجنوب السوري، لتضع علامات استفهام كبيرة حول مستقبل الاستقرار في البلاد.

توغل جديد في القنيطرة

جدّد الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، انتهاكه للسيادة السورية عبر توغل عسكري في محافظة القنيطرة جنوب غربي سوريا. ووفق ما نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، دخلت قوة إسرائيلية مؤلفة من سيارتي “همر” انطلاقًا من تل أحمر غربي، وتوغلت في عدة قرى بريف القنيطرة الجنوبي، شملت كودنة وعين زيوان وسويسة، حيث انتشرت داخل الأخيرة وفتشت المارة وعرقلت حركة المدنيين بشكل مباشر.

ترهيب المدنيين وعرقلة الحياة اليومية

لم تقتصر الانتهاكات على الانتشار العسكري فقط، بل شملت ممارسات تهدف إلى بث الخوف بين الأهالي. وأفادت قناة “الإخبارية السورية” بأن قوات الاحتلال أطلقت النار لتخويف المواطنين أثناء جمعهم نبات الفطر في الأراضي الزراعية قرب قرية العشة. هذه الممارسات زادت من معاناة المدنيين، وقيّدت نشاطهم اليومي، خصوصًا في المناطق الزراعية التي تمثل مصدر رزق أساسي للسكان.

استهداف الموارد الحيوية

وفي تصعيد خطير، قصفت مسيّرة إسرائيلية مساء الأربعاء محيط سد المنطرة في الريف الشمالي لمحافظة القنيطرة، في محاولة لمنع المدنيين من الاقتراب من السد، الذي يُعد المورد الرئيسي لمياه الشرب والري في المنطقة. ويُنظر إلى هذا الاستهداف على أنه تهديد مباشر للأمن المائي، وانتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

سياق أوسع من الاعتداءات

تأتي هذه التطورات ضمن سلسلة اعتداءات إسرائيلية متكررة، شملت توغلات في ريف درعا الغربي واعتقال مدنيين، بالتزامن مع مفاوضات أمنية غير مباشرة تشترط فيها دمشق عودة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، تاريخ إعلان إسرائيل انهيار اتفاقية فصل القوات الموقعة عام 1974 واحتلالها المنطقة السورية العازلة.

أثر الانتهاكات على الاستقرار

ويرى السوريون أن استمرار هذه الانتهاكات يقوّض فرص استعادة الاستقرار، ويعرقل جهود الحكومة في جذب الاستثمارات وإعادة تحريك عجلة الاقتصاد. فغياب الأمن، خاصة في المناطق الحدودية، يبعث برسائل سلبية للمستثمرين ويزيد من الأعباء على المواطنين الذين يتطلعون إلى مرحلة من الهدوء بعد سنوات طويلة من الأزمات.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق