نيمار لم ينتهِ بعد.. عروض بانتظاره رغم اقتراب كأس العالم للأندية

لم تكن نهاية موسم نيمار مع "سانتوس" كما تمناها عشّاقه، ولا كما خطط لها النجم البرازيلي العائد إلى بيته الأول. فبعد شهور قليلة فقط على العودة العاطفية من الشرق الأوسط إلى البرازيل، أصيب اللاعب البالغ من العمر 33 عامًا بفيروس كورونا، ما أدى إلى إبعاده عن التمارين والمباريات، وانتهاء موسمه مع النادي فعليًا قبل الوصول إلى نهاية عقده في 30 حزيران الجاري. الإصابة جاءت في توقيت حساس، تحديدًا بعد مباراة مثيرة للجدل ضد "بوتافوغو" شهدت طرده نتيجة محاولته تسجيل هدف بيده، وكأن الأقدار قررت أن تلخص عودته كلها بلقطة واحدة.

Advertisement

 
نيمار لم يقدّم موسمًا طويلًا في "سانتوس"، لكنه رغم الإصابات المتكررة شارك في 12 مباراة فقط، سجل خلالها 3 أهداف وصنع 3 تمريرات حاسمة، قبل أن يُعلن النادي رسميًا إصابته بكوفيد-19، مؤكدًا أنه لن يكون حاضرًا في المباراة الأخيرة ضد "فورتاليزا"، سواء بسبب الإيقاف أو المرض. وهكذا، أسدل الستار مبكرًا على محاولة استعادة التوازن في المكان الذي انطلقت منه مسيرته الكروية قبل أكثر من 15 عامًا.

وتأتي الإصابة في توقيت حرج، إذ تستعد كبرى الأندية العالمية لخوض كأس العالم للأندية 2025 في الولايات المتحدة، وكان نيمار يأمل في العودة إلى هذا المسرح الدولي من خلال الانضمام إلى أحد هذه الفرق. لكن الفيروس أوقف خطواته فجأة، وأعاد الغموض مجددًا حول مستقبله قبل نهاية عقده الحالي مع "سانتوس" في 30 حزيران.

 

لكن غياب نيمار عن الملاعب البرازيلية لم يعنِ خروجه من حسابات الأندية الأوروبية. على العكس، فمع اقتراب بطولة كأس العالم 2026، عادت التكهنات بشأن مستقبله لتتصدر العناوين من جديد. والده ووكيل أعماله كشف في مقابلة مع صحيفة "ليكيب" الفرنسية أن هناك عروضًا فعلية على الطاولة، من أندية أوروبية كبرى، بعضها يشارك في دوري أبطال أوروبا. وأضاف: "سنتوجّه هذا الأسبوع إلى ميامي للتحدث مع الأندية، ونعم، نيمار ما زال مرغوبًا فيه، والقرار النهائي سيكون له".

 

ما زال نيمار، رغم كل العثرات، يملك سيرة كروية تجعله هدفًا للعديد من الفرق. بدأ رحلته في "سانتوس" حيث لمع اسمه بشكل استثنائي، فتُوّج بكأس ليبرتادوريس عام 2011، وانتقل بعد ذلك إلى "برشلونة" ليشكّل مع ميسي وسواريز واحدًا من أقوى خطوط الهجوم في تاريخ اللعبة. خلال أربع سنوات فقط، سجل 105 أهداف وصنع أكثر من 70 تمريرة حاسمة في 186 مباراة، وحقق دوري أبطال أوروبا عام 2015.

 

ثم جاءت الصفقة التي غيّرت خريطة السوق العالمي، حين دفع "باريس سان جيرمان" 222 مليون يورو لضمه عام 2017، ليصبح اللاعب الأغلى في التاريخ. في العاصمة الفرنسية، قدّم نيمار أفضل مستوياته في بعض اللحظات، وسجّل 118 هدفًا في 173 مباراة، وقاد الفريق إلى نهائي دوري الأبطال عام 2020، لكنه فشل في التتويج، وسط إصابات متلاحقة وخصومة غير معلنة مع جزء من الجماهير. رغم ذلك، يؤكد والده أن العلاقة مع "باريس سان جيرمان" ما زالت جيدة، وأن مشجعي الفريق سيصفقون له لو عاد إلى "حديقة الأمراء".
 
وفي محطة "الهلال" السعودي، لم تكن التجربة سوى عبور قصير انتهى بإصابة قاتلة في الرباط الصليبي، جعلت نيمار أكثر قربًا من الجراح منه إلى الملاعب. وما إن تعافى، حتى اختار العودة إلى "سانتوس" شتاء 2024، في خطوة بدت حنينًا للماضي، بقدر ما كانت محاولة للتحضير لمستقبل المونديال.
 
اليوم، ومع إصابة كورونا التي وضعته خارج الملاعب من جديد، تتجه الأنظار إلى قراره المقبل: هل يبقى في "سانتوس" لعام إضافي لاستعادة كامل لياقته قبل كأس العالم، كما لمّح والده؟ أم يلتحق بأحد الفرق الأوروبية الكبرى في تجربة جديدة ربما تكون الأخيرة له على هذا المستوى؟

نيمار، بكل ما حمله من ضجيج ومجد، يقف مرة أخرى أمام مفترق طرق. لم تعد القضية فقط أين سيلعب، بل ما إذا كان سيستطيع العودة حقًا إلى سابق عهده، ويقود البرازيل نحو الحلم المعلّق منذ عشرين عامًا... حلم رفع كأس العالم من جديد.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق تراجع الاعتداءات الاسرائيلية
التالى عون الى العراق اليوم وعراقجي في بيروت الاثنين ولبنان ينتظر ما في جعبة أورتاغوس