كيف يعمل نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي؟.. تقرير يٌجيب

ذكر موقع "The Conversation" الأسترالي أنه "في أواخر الأسبوع الماضي، بدأت إسرائيل موجة من الهجمات على إيران أطلقت عليها اسم "عملية الأسد الصاعد"، وكان الهدف المعلن هو شل البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وقدراتها على توجيه ضربات بعيدة المدى. في البداية، زعمت إسرائيل أن إيران سوف تتمكن قريباً من بناء تسعة أسلحة نووية، وهو الوضع الذي اعتبرته إسرائيل غير مقبول على الإطلاق. وفي أعقاب الضربات الإسرائيلية ضد المنشآت النووية الإيرانية، والاغتيالات المستهدفة للعلماء النوويين الإيرانيين وأعضاء رئيسيين في القوات المسلحة الإيرانية، ردت إيران بإطلاق وابل كبير من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار على تل أبيب والقدس. يستمر الصراع في التصعيد، مع استهداف المراكز السكانية بشكل متزايد. وقد صدت أنظمة الدفاع الصاروخي الإسرائيلية، بما فيها القبة الحديدية، حتى الآن معظم الهجمات الإيرانية، لكن المستقبل غامض".

Advertisement


وبحسب الموقع، "تمتلك إيران ترسانة كبيرة من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار البعيدة المدى، إلى جانب أسلحة أخرى بعيدة المدى مثل صواريخ كروز. وتتحرك الصواريخ الباليستية على مسار ثابت إلى حد كبير، في حين يمكن للصواريخ المجنحة تعديل مسارها أثناء طيرانها. وتقع إيران على بعد نحو ألف كيلومتر من إسرائيل، لذا فإن الضربات الحالية تشمل في الغالب ما يصنف على أنه صواريخ باليستية متوسطة المدى، إلى جانب طائرات من دون طيار بعيدة المدى. ولم يتضح على وجه التحديد نوع الصاروخ الذي استخدمته إيران في ضرباتها الأخيرة، لكن البلاد تمتلك عدة صواريخ بما في ذلك فاتح-1 وعماد".

وتابع الموقع، "من الصعب جدًا الدفاع ضد الصواريخ الباليستية، خاصة أنه لا يوجد وقت طويل بين الإطلاق والاصطدام، كما وأن هذا النوع من الصواريخ يسقط بسرعة عالية جدًا، وكلما كان مداه أطول، كلما كان أسرع وأعلى. ويشكل الصاروخ المُطلق هدفًا صغيرًا وسريع الحركة، وقد لا يكون لدى المدافعين وقت كافٍ للرد". 

وبحسب الموقع، "ربما يكون لدى إسرائيل واحد من أكثر أنظمة الدفاع الجوي فعالية واختباراً في المعارك في الخدمة اليوم، وكثيرا ما يتم وصف هذا النظام في وسائل الإعلام بـ"القبة الحديدية"، ولكن هذا ليس صحيحا تماما. تتكون دفاعات إسرائيل من عدة طبقات، كل منها مصممة للتعامل مع التهديدات المقبلة من نطاقات مختلفة، والقبة الحديدية هي واحدة فقط من هذه الطبقات: نظام دفاعي مضاد للمدفعية قصير المدى، مصمم لاعتراض قذائف المدفعية والصواريخ القصيرة المدى. في جوهرها، تتكون القبة الحديدية من شبكة من أجهزة إرسال الرادار، ومرافق القيادة والسيطرة، والصواريخ الاعتراضية. ويكتشف الرادار بسرعة التهديدات الواردة، وتقرر عناصر القيادة والتحكم أيها الأكثر إلحاحًا، ويتم إرسال الطائرات الاعتراضية لتدمير القذائف أو الصواريخ المتجهة نحو الهدف". 

وتابع الموقع، "تشمل الطبقات الأخرى من نظام الدفاع الإسرائيلي نظام مقلاع داوود (David’s Sling)، وصواريخ أرو 2 وأرو 3 الاعتراضية (Arrow 2 and Arrow 3)، وتم تصميم هذه الأنظمة خصيصًا للتعامل مع الصواريخ الباليستية ذات المدى الأطول، سواء داخل الغلاف الجوي أو على ارتفاعات عالية جدًا فوقه. ويمتلك الجيش الأميركي أنظمة دفاع صاروخي مماثلة، كنظام باتريوت باك-3 (Patriot PAC-3) المماثل لمقلاع داو,] ونظام ثاد (THAAD) المماثل لمقلاع أرو 2، كما وتمتلك البحرية الأميركية نظام إيغيس ونظام إس إم-3 (Aegis and the SM-3) المماثل لمقلاع أرو 3 ونظام إس إم-6 (SM-6) المماثل لمقلاع أرو 2". 

وأضاف الموقع، "نشرت الولايات المتحدة سفناً حربية مجهزة بنظام إيغيس لدعم دفاعات إسرائيل ضد الهجمات الصاروخية في عام 2024، ويبدو أنها تستعد للقيام بنفس الشيء الآن. وتمتلك إيران بعض أنظمة الدفاع الجوي مثل نظام إس 300 (S-300) الروسي الذي يتمتع بقدرات دفاعية محدودة للغاية ضد الصواريخ الباليستية، ولكن فقط ضد تلك ذات المدى الأقصر. وعلاوة على ذلك، ركزت إسرائيل على إضعاف الدفاعات الجوية الإيرانية، لذلك ليس من الواضح عدد تلك الدفاعات التي لا تزال تعمل. وتُركز إيران على تطوير تقنيات مثل الرؤوس الحربية القابلة للمناورة، والتي يصعب الدفاع عنها، ومع ذلك، ليس من الواضح ما إذا كانت هذه التقنيات جاهزة للاستخدام أم لا". 

وبحسب الموقع، "الدفاعات الصاروخية محدودة. دائماً ما يكون الطرف المُدافع محدوداً بعدد الصواريخ الاعتراضية التي يمتلكها. كذلك الأمر بالنسبة للطرف المهاجم الذي يكون محدوداً أيضًا بعدد الصواريخ التي يمتلكها. ومع ذلك، غالبًا ما يضطر المدافع إلى تخصيص عدة صواريخ اعتراضية لكل صاروخ مهاجم، تحسبًا لإخفاق الصاروخ الأول أو فشله. من جانبه، يخطط المهاجم لبعض الخسائر للصواريخ المعترضة، أو الأعطال الميكانيكية، ويرسل ما يراه كافيا من الصواريخ لتمكين بعضها على الأقل من اختراق الدفاعات. أما عندما يتعلق الأمر بالصواريخ الباليستية، فإن الميزة تكون في يد المهاجم، فهذا النوع من الصواريخ قادر على حمل حمولات متفجرة كبيرة، أو حتى رؤوس حربية نووية، وبالتالي فإن عددا قليلا من الصواريخ التي "تخترق" الأنظمة الدفاعية يمكن أن يسبب أضرارا كبيرة".

ورأى الموقع أنه "من غير المرجح أن تتوقف الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية عن العمل تمامًا، ومع ذلك، وبما أن الهجمات تؤدي إلى استنزاف مخزوناتها من الصواريخ الاعتراضية، فقد يصبح النظام أقل فعالية. ومع استمرار الصراع، قد يتحول الأمر إلى سباق لمعرفة من سينفد منه السلاح أولاً. فهل ستكون مخزونات إيران من الصواريخ الباليستية والطائرات من دون طيار، أم الصواريخ الاعتراضية والذخائر المضادة للطائرات التي تملكها إسرائيل والولايات المتحدة وأي داعمين آخرين؟ من المستحيل التنبؤ بمن سينتصر في سباق استنزاف المخزونات هذا. وتشير بعض التقارير إلى أن إيران أطلقت ما يقارب ألف صاروخ باليستي من أصل ما يُقدر بثلاثة آلاف صاروخ، لكن هذا لا يزال يترك لها مخزونا هائلا للاستخدام، وليس من الواضح مدى السرعة التي يمكن بها لإيران أن تصنع صواريخ جديدة لتجديد مواردها".

وختم الموقع، "يبقى الأمل في ألا يصل الأمر إلى هذا الحد. فإلى جانب تبادل إطلاق الصواريخ، يُنذر الصراع الأخير بين إسرائيل وإيران بالتصعيد. وإذا لم يتم حل هذه الأزمة قريبا، وإذا تم جر الولايات المتحدة إلى الصراع بشكل أكثر مباشرة، فقد نشهد صراعا أوسع نطاقا في الشرق الأوسط".

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق سيناريو مطروح.. هل ستُفتح جبهة لبنان؟
التالى عون الى العراق اليوم وعراقجي في بيروت الاثنين ولبنان ينتظر ما في جعبة أورتاغوس