ما ظهر بشكل واضحٍ وجلي هو أن إيران قررت الرد بنفسها على الضربة الإسرائيلية التي طالتها، فجر الجمعة، والدليل على ذلك القصف الصاروخي الكثيف الذي تعرضت له إسرائيل ليل أمس السبت واليوم.
Advertisement
أوّل إشارة من الهجوم الذي حصل هو أن إيران لم تعد تلجأ إلى وكلائها في المنطقة، مثل "حزب الله" والجماعات العراقية و"حماس" لمواجهة إسرائيل. يكفي فقط في خضم هذا المشهد أن تُرسل إيران مجموعة من الصواريخ للرد على ضربة قاصمة للظهر عسكرياً واستراتيجياً، وبالتالي "حفظ ماء الوجه" بعد الاستهداف القاسي الذي طال قادتها العسكريين.
ولكن.. كيف بإمكان "حزب الله" أن يُساعد؟ وما الذي يختلف هذه المرة مقارنة بالمرات السابقة؟ مما لا شكّ فيه هو أنَّ "حزب الله" ليس قادراً على تحقيق خطوة عسكريّة لصالح إيران، ذلك أن وحداته وقواته التي كانت متواجدة على الحدود مع إسرائيل، انسحبت وباتت في الخطوط الخلفية. وعليه، تكشف المعلومات أنَّ الحزب لم يعلن أي استنفار أو "تعبئة" في صفوفه المدنية والعسكرية إبان الهجوم الإسرائيلي على إيران، ذلك أنَّ المسألة "لا تعنيه" إطلاقاً، وما البيانات التي صدرت عنه سوى كافية لمؤازرة إيران بالموقف وإسنادها بالكلمة لا بالعسكر.
لكن في المقابل، يبرز دورٌ آخر لـ"حزب الله" على الصعيد المعلوماتي لصالح إيران، فهو الأقرب إلى إسرائيل والأكثر قدرة على خرقها معلوماتياً وجوياً بواسطة "طائرات الهُدهد" التي استخدمها قبل فترات لرصد التجمعات الإسرائيلية.
هنا، ترجح مصادر معنية بالشأن العسكري أن يكون "حزب الله" هو الذي ساعد إيران على تقديم "داتا" معلومات جمعها بنفسه لمنشآت إسرائيلية دقيقة، مشيرة إلى أن التكامل بين الحزب والحرس الثوري الإيراني يساهم في حصول هذه المهمّة، وبالتالي ثبوت "تبادل المعلومات".
هنا، ترجح مصادر معنية بالشأن العسكري أن يكون "حزب الله" هو الذي ساعد إيران على تقديم "داتا" معلومات جمعها بنفسه لمنشآت إسرائيلية دقيقة، مشيرة إلى أن التكامل بين الحزب والحرس الثوري الإيراني يساهم في حصول هذه المهمّة، وبالتالي ثبوت "تبادل المعلومات".
هنا، تقول وجهة نظر إن إيران قد لا تحتاج إلى "الحزب" للحصول على بيانات حساسة، لكن هناك وجهة نظر أخرى تفيدُ بأنَّ الحزب يمكن أن يؤدي دوراً عسكرياً – معلوماتياً من خلال الأدوار التي قام بها سابقاً، وكل ذلك يمثل "قيمة مضافة" للبيانات الإيرانية التي لا تغيب عن الحزب أبداً، باعتبار أن التنسيق المشترك وتقاسم الأدوار قائم بشكلٍ ثابت.
كذلك، لا تستبعد المصادر أن يكون "حزب الله" هو من ساعد إيران على تسريب معلومات استخباراتية حساسة، وذلك من خلال شبكة عملائه التي تتعامل معه وتنقل إليه المعلومات من داخل إسرائيل، علماً أن لإيران جواسيسها أيضاً. لكن في الوقت نفسه، تعود هنا مسألة "التكامل" ومقاطعة المعلومات لتفرض نفسها، ولهذا السبب يمكن أن يكون "حزب الله" عين إيران في المنطقة، و"المراقب" الأبرز بالنسبة لها لتنفيذ عمليات الرّد الإستراتيجية.
إذاً، ما يمكن قوله هو أنَّ "حزب الله" يخدم إيران "معلوماتياً" بدرجات كبيرة، ذلك أنَّ جيشه السيبراني والتجسسي ما زال فعالاً ولم يتأثر بالحرب الإسرائيلية على لبنان. هنا، تقول المصادر إن "القوة التقنية" لـ"حزب الله" ما زالت على حالها وقوتها، وبالتالي لا يمكن ملاحقتها باعتبار أنها لا تمتلك قواعد أو أماكن محددة، أي أنه يمكن استخدامها للعمليات الاستخباراتية من جهة وللهجمات السيبرانية من جهة أخرى في وقتٍ قد تعجز فيه إسرائيل عن لجم هذا النوع من العمليات كونه لا ساحة معركة حقيقية لها.