Advertisement
هذه الضربة لا توحي بأن الولايات المتحدة تتهيأ لحرب مفتوحة مع إيران، بل على العكس تمامًا. فالهجوم يشير إلى استراتيجية تقوم على إنهاك طهران وتقليم أظافرها قبل أي مسار تفاوضي محتمل، خصوصًا في ظل الحديث المتزايد عن ان اميركا تريد استمرار المفاوضات النووية بينها وبين طهران.
إيران من جهتها بدأت سريعًا بمحاولة استيعاب الضربة، فعُيّن ضباط جدد في مواقع القيادة لتعويض الفراغ الناجم عن مقتل القادة، وأُعيد ضبط المنظومات العسكرية والأمنية لاحتواء الصدمة داخليًا وخارجيًا. لكنّ استيعاب الضربة هو فصل أول فقط، بينما الحسم الحقيقي يكمن في كيفية الرد.
في حال جاء الرد الإيراني قويًا، نوعيًا، ومباشرًا على إسرائيل، فإن ذلك قد يعيد رسم قواعد الاشتباك ويشكّل نوعًا من الردع الاستراتيجي، على الرغم من كلفة التصعيد. أما إذا اكتفت طهران برد محدود أو رمزي، فسيُفسّر ذلك على أنه ضعف، وربما يشجّع تل أبيب على توسيع نطاق عملياتها، ويدفع باقي اللاعبين الإقليميين إلى إعادة النظر في تموضعهم إزاء إيران.
المنطقة اليوم أمام مفترق دقيق: فإما أن تبدأ مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة، أو يتم تثبيت معادلة ردع جديدة، لكن الكلمة الفصل ستكون للرد الإيراني، متى وكيف وأين.