Advertisement
كثيرة هي قصص الأطفال الذين تعرضوا لهذه الجريمة. فبين عصابة "التيكتوكرز" التي تستدرج الأطفال وتغتصبهم، وتحرّش موظفين وأساتذة في إحدى المدارس بعدد من الطالبات، وصولاً إلى عادة التحرش الجماعي التي طالت عدداً من أطفال الصف الأول الأساسي خلال رحلة مدرسية ،جرائم عدة يتم الكشف عنها في الفترة الأخيرة.
وعلى الرغم من هذه التشريعات التي تمثل خطوة مهمة نحو توفير حماية قانونية أكبر للأطفال، لا يزال الطريق أمام الردع النهائي والحاسم لهذه الجريمة، طويلاً بسبب بعض التحديات.
فعلى الرغم من وجود قوانين قوية على الورق، إلا أن تطبيقها الفعال يواجه تحديات، منها الحاجة إلى تدريب مستمر للقضاة ورجال الأمن على التعامل الحساس مع الأطفال الضحايا، وضمان تسريع الإجراءات القضائية لتجنب المزيد من الضغط النفسي على الضحايا.
إلى ذلك، ما زال العار الاجتماعي المحيط بضحايا التحرش عائقًا أمام الإبلاغ ورفع الصوت. فالخوف من الحكم، والتنمر، والتأثير على سمعة العائلة، قد يدفع الكثيرين إلى الصمت، مما يترك الجناة من دون عقاب.
كما أنه مع الانتشار الواسع للإنترنت والهواتف الذكية، تزايدت أشكال التحرش والاستغلال الجنسي للأطفال عبر الإنترنت، ما يتطلب استجابات قانونية وتقنية متخصصة، وحملات توعية موجهة للآباء والأطفال حول مخاطر العالم الرقمي.
لا يجب أن يمرّ الحديث عن التحرش بالأطفال مرور الكرام، وكأنه حديث مستجدّ لا حلّ جذرياً له. فنحن هنا نتحدث عن مستقبل أطفال بات مرهوناً بمدى جدية المسؤولين في مواجهة هذه الآفة. فلا سبيل لينعم أطفال اليوم بالطفولة التي يستحقونها سوى بالتطبيق الفعال للتشريعات والوعي المتزايد لمواجهة المجرمين، المتحرشين.