باحث إسرائيلي: تعاون العرب مع الصين يعرضنا للخطر

مصر العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ذهب باحث إسرائيلي كبير إلى أنَّ جنوح دول عربية إلى الصين سيعرِّض الأمن القومي لدولة الاحتلال للخطر في العقد المقبل.

 

جاء ذلك في مقال للدكتور «آرئيل كابيري» وهو باحث ومحاضر في العلاقات الدولية في أكاديمية الجليل الغربي الإسرائيلية تحت عنوان «التعاون مع الصين يعرض موقعنا الاستراتيجي للخطر بشكل كبير»، نشرته صحيفة «هآرتس» اليوم الخميس.

 

وقال «كابيري»، «إن المنافسة الصينية الأمريكية في الشرق الأوسط، وإعطاء فرصة متجددة للدول المجاورة للحصول على راعٍ قوي، سيكون لها أكبر الأثر على الأمن القومي لدولة إسرائيل في العقد المقبل».

 

 

إلى نص المقال..

ما العامل الرئيسي الذي سيؤثر في العقد المقبل على الأمن القومي لدولة إسرائيل؟ تزايد قوة إيران النووية أم تهديد حزب الله وحماس للجبهة الداخلية المدنية أم التداعيات الاقتصادية لأزمة كورونا؟ أم أنه عامل آخر لم نلحظه إلا مؤخرا، ولكن ليس بالقدر المناسب؟.

 

من الواضح أن التداعيات الاقتصادية لفيروس كورونا سترافقنا لبضع سنوات أخرى وستؤثر على أمننا القومي، وأهدافنا المشتركة، والوسائل والموارد الوطنية التي بإمكاننا استثمارها، ولكنها ليست العامل الذي سيحدد قدرتنا على الوجود كدولة.

 

منذ السبعينيات، وحتى أكثر من ذلك منذ نهاية الحرب الباردة، فقدت الدول المجاورة لنا الرغبة والقدرة على محاربتنا. يتركز الجزء الأكبر من التهديد الأمني لأمننا في التنظيمات وليس الدول، على الرغم من أن التنظيمات الرئيسية وبداخلها حزب الله وحماس، أصبحت في السنوات الأخيرة المسؤولة الرئيسية والوحيدة على منطقة محددة وسكان متمايزين. هذه المنظمات، رغم قدرتها المتزايدة على المساس بالجبهة الداخلية الإسرائيلية، لا يمكنها أن تعرض بقاء الدولة وسيادتها وسلامتها الإقليمية للخطر.

 

منذ بداية الألفية الجديدة، أضيف إلى هذا التهديد العسكري، تزايد قوة إيران العسكرية وسعيها لتغيير النظام الإقليمي، من العراق وسوريا عبر اليمن إلى غزة. تظهر تصريحات إيران وممارساتها السياسية وتحركاتها العسكرية قدرة ونية على المساس بأمن إسرائيل، ولكن حتى في مواجهة هذا التهديد، يبدو أن هناك مواجهة ذكية وفعالة تضعف إيران اقتصاديا وتعوق خططها العسكرية بشكل كبير.

 

مفهوم الأمن الإسرائيلي، كما صاغه ديفيد بن غوريون، استند إلى القدرة على ردع العدو بشكل روتيني، وتوفير ما يكفي من التنبيه قبل الحرب، وهزيمة العدو في نقل القتال إلى أراضيه. في الألفية الجديدة- في الممارسة أكثر من التصريحات والقرارات، تم إضافة نقطة دفاعية أخرى في ظل تطور التهديد الصاروخي للمدن الكبرى.

 

بيد أن مبادئ بن غوريون لأمن إسرائيل لا تبدأ في البعد العسكري، بل في البعد السياسي- في الانضمام لقوة عظمى. أراد بن غوريون دعم الولايات المتحدة لكنه اكتفى بالدعم الفرنسي، وبعد تقويض العلاقات مع ديغول وبالنظر إلى السياق الأوسع للحرب الباردة، بدأت الولايات المتحدة في دعم إسرائيل بشكل أكثر نشاطا. وكلما عبر الاتحاد السوفييتي عن اهتمامه بالشرق الأوسط، زادت اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط.

 

على مر السنين  تلقينا مساعدات عسكرية وتكنولوجية ودبلوماسية ومالية من الولايات المتحدة، وضمانات أمنية لاتفاقيات السلام، وقبل كل شيء، التزام بالحفاظ على الفجوة النوعيبة بين إسرائيل وجيرانها.

 

على مدى سنوات الحرب الباردة، كان لأعداء إسرائيل راع يمكنه تمويل ودعم المغامرات العسكرية ضد إسرائيل. في نهاية الحرب الباردة، اختفى الراعي ومعه القدرة على تمويل العداء النشط لإسرائيل.

 

 مصر، التي استشرفت المستقبل، قفزت إلى العربة الأمريكية في أواخر السبعينيات، ومثل الإسرائيليين، جلس المصريون أيضا لتناول الطعام، بأدب، بجوار إسرائيل، على مائدة الطعام الأمريكية. كما أن صعود مرسي لم يغير هذه الحقائق الأساسية. من المفترض أن وضعنا الاستراتيجي لم يكن أفضل من أي وقت مضى، لكن استمرار هذا الوضع يعتمد على كون الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة وعدم وجود راع بديل لجيران إسرائيل.

 

في سيناريو تنغمس فيه الصين بالشرق الأوسط وتوجٍد منافسة عالمية مع الولايات المتحدة، يُفتح الباب أمام الدول المجاورة للحصول على راع بديل للولايات المتحدة والبدء في تناول العشاء على طاولة غير أمريكية حيث لا توجد إسرائيل. إذا اعتقدنا أن مثل هذا الواقع لن يحدث بحلول منتصف القرن 21، فإن مثل هذا الواقع يبدو مرجح الحدوث في العقد المقبل.

 

 مشروع التمدد الصيني، المعروف باسم "الحزام والطريق" والذي يشمل الدخول إلى الشرق الأوسط من المملكة العربية السعودية إلى إيران والاستثمار في البنية التحتية الاستراتيجية، بما في ذلك في إسرائيل، يشير إلى زيادة كبيرة في الاهتمام الصيني بالشرق الأوسط.

 

 علاقات الصين مع الولايات المتحدة في أدنى مستوى سياسي واقتصادي واستراتيجي، ويبدو أن العداء الأساسي للصين هو أحد آخر بؤر الاتفاق السياسي بين الحزبين في الولايات المتحدة، وحتى إذا تم انتخاب بايدن رئيسا، فإن هذا العداء لا يتوقع تراجعه.

 

إن المنافسة الصينية الأمريكية في الشرق الأوسط، وإعطاء فرصة متجددة للدول المجاورة للحصول على راعٍ قوي، سيكون لها أكبر الأثر على الأمن القومي لدولة إسرائيل في العقد المقبل. وبينما يمكن أن يقرر الجيران الانضمام للصين، فإن إسرائيل مرتبطة حتى النخاع بالولايات المتحدة.

 

للأسف الشديد، لا يبدو أن صناع القرار في إسرائيل يفهمون السياق الاستراتيجي المتغير وتداعياته المحتملة على مدى قدرة دولة إسرائيل على الحفاظ على سيادتها وسلامة أراضيها.

 

إن كنا فهمنا هذا، لما رأينا تعاونا استراتيجيا مع الصين في البنية التحتية وأنظمة الأسلحة، لما رأينا ممارسات مسيئة تبعدنا عن القيم التي يعتبرها الأمريكيون مقدسة وما كنا ابتعدنا عن يهود الولايات المتحدة، والأهم من ذلك ما كنا رأينا انقلابا واعيا لإسرائيل من قضية تحظى بالإجماع السياسي الأمريكي إلى قضية حزبية مثيرة للجدل.

 

فهم السياق الاستراتيجي المتغير كان سيحول أيضا دون موافقة إسرائيل على بيع غواصات ألمانية متقدمة لجيش مصر- التي تعيش معنا بسلام على مائدة الطعام الأمريكية- وذلك في ظل غياب مائدة أخرى. مع ذلك، فإن مثل هذه المائدة آخذة في التبلور، ومن المعقول أن يتم تقديم مكان شرف لمصر ودول أخرى. إن وضعنا الاستراتيجي، على عكس ما يُدعى، ليس فقط أفضل من أي وقت مضى، بل هو في الواقع أكثر خطورة من أي وقت مضى.

 

الخبر من المصدر..

 

0 تعليق