المتسبب في "انفجار بيروت"… هكذا وقع الحادث

SputnikNews 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

 

ما هي نترات الأمونيوم

© REUTERS / Mohamed Azakir

هي مادة كيميائية لها الصيغة NH4NO3، وتكون على شكل بلورات عديمة اللون تتسيل بسهولة لدى تماسها مع الهواء، وهي مادة شائعة الاستخدام في الأسمدة الزراعية، بسبب محتواها العالي من الآزوت (سماد آزوتي).

وعلى الرغم من خطورة التعامل مع مادة نترات الأمونيوم؛ إلا أنها كثيراً ما تستخدم في الأسمدة لتحسين محتوى النيتروجين فيها، خاصة أن تلك المادة مستقرة نسبياً في معظم الظروف المناخية؛ وغير مكلفة في التصنيع، وهو ما يجعلها البديل الكيميائي الشائع لمصادر النيتروجين الأخرى الأكثر تكلفة.

وتعتبر نترات الأمونيوم مركبا شديد الانفجار يستخدم في تصنيع القنابل والمتفجرات التي تستخدم في المناجم وهذا لسهولة اشتعاله لوجود الأوكسجين الوفير في الجزيئات.

ليست الكارثة الأولى

لم يكن انفجار مرفأ بيروت هو الجريمة الأولى التي يرتكبها "نترات الأمونيوم". ففي صبيحة 16 أبريل/ نيسان 1947، كان العالم على موعد مع كارثة كبرى سببها هذا المركب. 

في ذلك الصباح كان عمال ميناء تكساس سيتي الأمريكي يباشرون أعمالهم كالعادة، ويقوم بتحميل شحنة من السماد، فجأة صرخ فيهم أحد العمال بعد ملاحظته تصاعد أدخنة من منطقة الشحن، وقرر العمال عدم استخدام الماء في الإطفاء حفاظا على الشحنة، التي كانت عبارة عن نحو 2300 طن من مادة نترات الأمونيوم.

بعد أقل من ساعة؛ ارتفعت درجة الحرارة في منطقة الشحن، ودوى انفجار هائل سمع صداه في دائرة نصف قطرها 240 كيلومتراً. 

دمر الحريق منطقة الرصيف؛ واجتاح مصنع شركة مونسانتو للكيماويات، مخلفاً وراءه نحو 580 قتيلا و4000 جريح، وأشارت التقديرات وقتها إلى تدمير نحو 500 بيت، تم تدميرهم بشكل كامل، بالإضافة إلى أضرار متفاوتة في آلاف المباني، وتم تقدير الأضرار المادية في المباني والممتلكات بـ100 مليون دولار.

هكذا تحول إلى سلاح في يد الإرهابيين

وكونه مركب شديد الانفجار لجأ إليه الإرهابيون في عملياتهم، ففي 19 أبريل 1995، وقع تفجير في مدينة أوكلاهوما، عندما قام الأمريكيان المتعاطفان مع "حركة ميليشيا" تيموثي ماكفي وتيري نيكولز بتفجير شاحنة مليئة بالمتفجرات كانت متوقفة أمام مبنى ألفريد مورا الفيدرالي في ولاية أوكلاهوما في وسط المدينة. 

الانفجار وصف بأنه الأكثر تدميراً ضمن نطاق الإرهاب على الأراضي الأمريكية حتى تاريخ هجمات 11 سبتمبر 2001، وقدر ضحايا التفجير بنحو168 قتيلا بينهم 19 طفلاً تقل أعمارهم عن السادسة وأكثر من 680 شخصاً كانو ضمن الجرحى والمصابين.

تسبب الانفجار في تدمير أو ضرر أكثر من 324 من المباني، ودمر أو أحرق 86 سيارة وحطم الزجاج في 258 من المباني المجاورة، وقدرت الخسائر المادية وقتها بنحو 652 مليون دولار، والمفاجأة أن الشاحنة كانت معبئة نترات الأمونيوم. 

© REUTERS / ISSAM ABDALLAH

وبعد ذلك استخدمتها مجموعة مسلحة أخرى لتفجير ملهى ليلي في بالي عام 2002، ما أودى بحياة 202 شخص.

وفي 22 يوليو/ تموز2011، قام اليميني المتطرف النرويجي "أندرس بريفيك" باستخدام المادة نفسها في تفجير قنبلة أمام مبنى حكومي في العاصمة أوسلو، وأقدم بعدها على إطلاق النار على تسعة وستين آخرين معظمهم من المراهقين في مخيم لشباب حزب العمال في جزيرة يوتويا، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص.

كيف يحدث الانفجار

حين تتعرض نترات الأمونيوم إلى حرارة عالية، أو صدمة كبيرة، تتفكك تلك المادة إلى نيتروجين، وأكسجين، وماء. ينشر ذلك التفاعل حرارة كبيرة، ويؤدي لحدوث سلسلة من التضاغط والتخلل ما يُحدث موجة انفجارية مُدمرة تتناسب شدتها مع كمية المادة المستخدمة في التفجير.

 

0 تعليق