بين ترقّب القلوب واستعداد الأرواح، يقترب شهر رمضان حاملًا معه نفحات الإيمان وطقوس العبادة التي تنتظرها البيوت عامًا بعد عام، ومع اقتراب العدّ التنازلي، تكشف الحسابات الفلكية الستار مبكرًا عن الموعد المتوقع لبداية الشهر الفضيل، لتبدأ معه استعدادات روحية واجتماعية واقتصادية تتجاوز حدود الزمن.
خمسين يومًا على حلول شهر رمضان المبارك
لم يتبقَّ سوى نحو خمسين يومًا على حلول شهر رمضان المبارك، الشهر الذي يحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين حول العالم، إذ يجمع بين العبادة والصيام وصلة الرحم وروح التكافل. وفي هذا الإطار، كشفت الحسابات الفلكية الخاصة بالعام الهجري الجديد 1447 هـ عن الموعد الفلكي المتوقع لبداية شهر رمضان لعام 2026 ميلاديًا.
أول أيام شهر رمضان فلكيًا
وبحسب ما أعلنته الحسابات الفلكية الدقيقة المعتمدة على حركة القمر، فإن أول أيام شهر رمضان فلكيًا سيكون يوم الخميس الموافق 19 فبراير 2026، وذلك وفقًا لما ورد في الدليل الهجري المعتمد لعام 1447 هـ. ويعتمد هذا التحديد على دراسة موقع الهلال بعد حدوث الاقتران، ومدة بقائه في الأفق، وإمكانية رؤيته وفق الحسابات العلمية.
ويمثل هذا الإعلان الفلكي خطوة استرشادية مبكرة تساعد الأفراد والمؤسسات على الاستعداد المسبق للشهر الفضيل، سواء على المستوى الديني أو الاجتماعي أو الاقتصادي.
رؤية الهلال الشرعية
ورغم دقة الحسابات الفلكية، فإن الإعلان الرسمي لبداية شهر رمضان يظل مرتبطًا برؤية الهلال الشرعية التي تعلنها الجهات المختصة في كل دولة.
ويقوم التقويم الهجري، المعروف أيضًا بالتقويم القمري أو الإسلامي، على الدورة الكاملة للقمر حول الأرض، وهي دورة تستغرق نحو 29.5 يوم، ما يجعل الأشهر الهجرية إما 29 أو 30 يومًا. ويضم العام الهجري 12 شهرًا تبدأ بشهر المحرم وتنتهي بشهر ذي الحجة.
وتترتب الأشهر الهجرية على النحو التالي: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة. ويُعد شهر رمضان تاسع هذه الأشهر وأكثرها ارتباطًا بالعبادات، إذ فرض الله فيه الصيام على المسلمين، وجعله موسمًا للتقرب والطاعات.
ويعود تأسيس التقويم الهجري إلى عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حين قرر اعتماد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة مرجعًا لبداية التاريخ الإسلامي. وقد وقعت الهجرة في 12 ربيع الأول الموافق 24 سبتمبر عام 622 ميلاديًا، لتصبح هذه الحادثة الفاصلة نقطة الانطلاق لأول سنة هجرية.
ولا يزال التقويم الهجري معتمدًا رسميًا في بعض الدول العربية، وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، حيث يُستخدم في المعاملات الرسمية وتحديد المناسبات الدينية. كما تعتمد عليه المؤسسات الدينية في تحديد مواعيد الصيام والحج والزكاة وسائر الشعائر.
ومع اقتراب شهر رمضان، تبدأ الاستعدادات في مختلف القطاعات، من تهيئة المساجد وتنظيم موائد الإفطار، إلى استعداد الأسر بتغيير نمط حياتها اليومي بما يتناسب مع أجواء الشهر الكريم، في انتظار إعلان الرؤية الشرعية التي تحسم الموعد النهائي لبداية الصيام.
















0 تعليق