يشهد موسم الكريسماس ورأس السنة فى مصر انتعاشًا سياحيًا ملحوظًا، إذ ارتفعت نسب إشغال الفنادق فى مختلف المقاصد السياحية، مدفوعة بزيادة الطلب على السياحة الثقافية وزيادة اهتمام الزوار بالمواقع الأثرية.
يأتى هذا النشاط بالتوازى مع الزخم العالمى المصاحب لافتتاح المتحف المصرى الكبير، الذى أعاد مصر بقوة إلى واجهة الخريطة السياحية الدولية، وجعلها محط أنظار السائحين الباحثين عن تجربة تجمع بين التاريخ العريق والاحتفالات المعاصرة.
«الدستور» ترصد، فى التقرير التالى، مظاهر ذلك الزخم على حالة الإقبال على الفنادق والمقاصد السياحية المختلفة، عبر عدد من الخبراء الذين يكشفون عن أرقام الإشغالات وطبيعة النشاط السياحى خلال الأيام الجارية.
فنادق القاهرة «كومبليت» منذ افتتاح المتحف الكبير
قال الخبير السياحى هيثم نصار، عضو مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية السابق، إن الفنادق المصرية رفعت درجة استعداداتها لموسم الكريسماس فى ضوء الإقبال المتزايد على الحجز، مشيرًا إلى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير لعب دورًا محوريًا فى تحفيز الطلب، خاصة على فنادق القاهرة الكبرى.
وأضاف «نصار» أن الاستعدادات شملت تصميم برامج إقامة متكاملة تجمع بين الاحتفالات وزيارات المتحف المصرى الكبير والمناطق الأثرية، وتعزيز التعاون مع شركات السياحة لتنظيم رحلات ثقافية مخصصة، ورفع جاهزية العنصر البشرى داخل الفنادق للتعامل مع تنوع الجنسيات. وواصل: «نلاحظ اهتمامًا غير مسبوق من السائحين بالجمع بين أجواء الاحتفال بالكريسماس والتجربة الثقافية، ما انعكس مباشرة على نسب الإشغال»، موضحًا أن نسب الإشغال خلال الكريسماس تجاوزت التوقعات، حيث تجاوزت الأرقام المتوقعة مدفوعة بالإقبال على السياحة الثقافية وزيارات المتحف المصرى الكبير ومنطقة الأهرامات.
وأوضح أن القاهرة أصبحت نقطة انطلاق رئيسية للبرامج السياحية، ومن ثم فإن الفنادق كاملة العدد لأسباب عديدة، من بينها أنها نقطة تجمع بين المتحف والرحلات إلى الأقصر وأسوان.
أفضل الإيرادات فى تاريخ القطاع الفندقى بـ«شرم»
شدد سمير رشوان، مدير عام أهم الفنادق فى شرم الشيخ، على أن المدينة تشهد خلال موسم الكريسماس ورأس السنة فترة استثنائية وغير مسبوقة، وتسجل لأول مرة أفضل الأرقام والإيرادات فى تاريخ القطاع الفندقى بالمدينة.
وأوضح «رشوان» أن السوق الروسية عادت بقوة، إلى جانب ارتفاع الطلب من السوقين الإنجليزية والتركية، فيما بدأت السوق الأوكرانية تشهد زيادة ملحوظة بعد الأزمات التى مرت بها، إلى جانب الإقبال الرائع من الأسواق الإيطالية، والبولندية، واللتوانية، والأذربيجانية، والأوزبكستانية.
رحلات بحرية وغوص وركوب أمواج وسفارى بالغردقة
قال عاطف عبداللطيف، عضو غرفة الفنادق بالغردقة عضو جمعية مستثمرى السياحة، إن المدينة تسجل معدلات إشغال قياسية خلال موسم الكريسماس، موضحًا أن البرامج السياحية التى تجمع بين الاستجمام على البحر الأحمر وزيارات اختيارية للقاهرة والمتحف المصرى الكبير أصبحت الأكثر طلبًا من السياح العرب والأجانب.
وأضاف أن الفنادق والمنتجعات بالغردقة حرصت على تنويع البرامج الترفيهية المرتبطة بالاحتفالات، مع تقديم رحلات بحرية إلى جزيرة الجفتون، وأنشطة الغوص وركوب الأمواج، وجولات السفارى الصحراوية، بالإضافة إلى حفلات موسيقية حية فى أكبر المنتجعات، لتلبية احتياجات السائح الباحث عن تجربة متكاملة، مردفًا: «السياحة الثقافية لم تعد منافسة للسياحة الشاطئية، بل أصبحت مكملة لها».
لا غرف متاحة على النيل.. وارتفاع الطلب على إنشاء وحدات فندقية وشقق سياحية
أكد محمد فاروق، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن هناك طفرة ملحوظة فى أعداد السياحة الوافدة إلى مصر خلال شهر ديسمبر الجارى، خاصة فى القاهرة والجيزة، وفقًا لمؤشرات الحجوزات الفندقية، التى شهدت ارتفاعًا واضحًا مع بداية النصف الثانى من الشهر، بالتزامن مع احتفالات رأس السنة.
وأضاف «فاروق» أن نسب الإشغال الفندقى تراوحت بين ٩٠٪ و١٠٠٪ فى عدد من الفنادق المطلة على نهر النيل، ما يعكس قوة الموسم السياحى الجارى، مضيفًا أن اهتمام الدولة المصرية بالقطاع خلال الفترة الماضية، وما شهده من تطوير للبنية التحتية ورفع كفاءة المزارات الأثرية والسياحية، أسهمت جميعها فى استمرار الطلب على قضاء الإجازات والعطلات داخل المقاصد المصرية، للاستمتاع بما تتمتع به من طبيعة خلابة ونهر فريد وحضارة عريقة.
وأشار إلى أن خطة الدولة للوصول إلى ٣٠ مليون سائح بحلول عام ٢٠٣٠ باتت أقرب من أى وقت مضى، متوقعًا إمكانية تحقيق هذا الهدف بنهاية عام ٢٠٢٧ حال استمرار حالة الزخم والطلب المتزايد على المقاصد السياحية المصرية. وذكر أن النشاط السياحى المتنامى أدى إلى زيادة الطلب على الاستثمارات الفندقية، سواء فى إنشاء وحدات فندقية جديدة أو شقق سياحية لاستيعاب الحركة المتوقعة، إلى جانب ارتفاع فرص الاستثمار فى المنشآت السياحية من مطاعم وكافيهات، ورغبة عدد من السلاسل العالمية فى التوسع داخل السوق المصرية.
زيادة التسجيل على مواقع الحجز العالمية
كشف على المانسترلى، عضو عمومية الغرف السياحية، عن أن مدينة الإسكندرية نجحت فى الاستفادة من حركة السياحة الثقافية الداخلية والعربية خلال موسم أعياد رأس السنة، خاصة من خلال البرامج السياحية التى تربط بين القاهرة والإسكندرية؛ باعتبارهما محطتين رئيسيتين على خريطة السياحة الثقافية.
وأوضح «المانسترلى» أن الإقبال المتزايد من السائحين العرب والخليجيين، إلى جانب عدد من الجنسيات الأوروبية، على قضاء احتفالات رأس السنة فى القاهرة وعلى ضفاف نهر النيل، انعكس بشكل مباشر على ارتفاع الطلب على الإقامة الفندقية، سواء بالقاهرة أو الإسكندرية ضمن البرامج المشتركة. وأشار إلى أن مؤشرات مواقع الحجز العالمية ومحركات البحث سجلت زيادة ملحوظة فى عمليات البحث عن الفنادق بالقاهرة الكبرى خلال هذه الفترة، لافتًا إلى أن افتتاح المتحف المصرى الكبير وما صاحبه من زخم وترويج إعلامى عالمى، مثّل عنصر جذب رئيسيًا للسائحين الأجانب الراغبين فى الجمع بين الاحتفال برأس السنة، وزيارة المتحف ومنطقة الأهرامات. وأضاف أن اعتدال الطقس خلال فصل الشتاء، إلى جانب الفعاليات والبرامج الاحتفالية التى تشهدها المدينة، أسهما فى رفع نسب الإشغال الفندقى بالإسكندرية بالتوازى مع اهتمام الزائرين بزيارة المواقع التاريخية والمعالم الثقافية التى تتميز بها المدينة.
رواج كبير فى العلمين الجديدة بعد تحولها إلى مدينة ذكية
ذكر على غنيم، عضو مجلس إدارة الاتحاد العام للغرف السياحية، أن مدينة العلمين الجديدة أصبحت واحدة من أبرز الوجهات السياحية خلال موسم الكريسماس، حيث تجاوزت معدلات إشغال فنادقها ٩٥٪ إلى ١٠٠٪ خلال عطلات نهاية الأسبوع.
وأوضح «غنيم» أن المهرجانات الموسيقية الكبرى، والفعاليات الرياضية والبحرية، ومعارض التسوق المتنوعة، بالإضافة إلى التنظيم الذكى للاستفادة من التكنولوجيا فى حجز الفنادق والأنشطة، أسهمت فى تحويل العلمين إلى نموذج مميز للسياحة الذكية وجذب فنانين عالميين، ما عزز من مكانة مصر السياحية على المستوى الدولى.
الأقصر وأسوان الأكثر جذبًا للسائحين
كشف محمد عثمان، رئيس لجنة السياحة بالأقصر، عن أن مدينتى الأقصر وأسوان تعيشان واحدًا من أقوى مواسمهما السياحية خلال فترة الكريسماس، وأصبحتا كاملتى العدد قبل بدء الاحتفالات، مضيفًا أن افتتاح المتحف المصرى الكبير أعاد السياحة الثقافية إلى واجهة الاهتمام العالمى، ما انعكس بشكل مباشر على نسب الإشغال الفندقى بالصعيد.
وأوضح «عثمان» أن الفنادق الثابتة والعائمة تشهد معدلات إشغال مرتفعة، مدفوعة بالإقبال الكبير على البرامج السياحية التى تبدأ من القاهرة بزيارة المتحف المصرى الكبير ومنطقة الأهرامات، ثم تمتد جنوبًا إلى الأقصر وأسوان، فى رحلة متكاملة لاكتشاف الحضارة المصرية.
وأضاف «عثمان» أن الرحلات النيلية أصبحت عنصرًا محوريًا فى برامج الكريسماس، لما توفره من تجربة تجمع بين الرفاهية والبعد الثقافى، مشيرًا إلى أن الطلب يتركز على الإقامات الأطول، ما يعكس تغيرًا فى سلوك السائح وحرصه على التعمق فى التجربة الثقافية بدلًا من الزيارات السريعة.
وأكد أن السائح الذى يزور مصر فى الوقت الحالى يأتى مدفوعًا بشغف حقيقى لاكتشاف التاريخ والمعابد والمواقع الأثرية، فى ظل حالة الترويج العالمى غير المسبوقة التى صاحبت افتتاح المتحف المصرى الكبير.
وأشار «عثمان» إلى أن هذا الزخم السياحى يعكس نجاح الجهود المبذولة لتطوير البنية التحتية السياحية ورفع كفاءة الخدمات بالمقاصد الثقافية، لافتًا إلى أن الأقصر وأسوان باتتا ضمن البرامج الأساسية لعدد كبير من منظمى الرحلات خلال موسم الكريسماس، باعتبارهما من أهم المقاصد الثقافية على مستوى العالم.












0 تعليق