قال الكاتب والمحلل السياسي الدكتور ياسر ثابت، إن الحوار الروسي الأوروبي يمثل محاولة أوروبية جادة للنظر بواقعية إلى مجريات الأحداث وتجنب المزيد من الخسائر المحتملة، مشيرًا إلى أن القضية تتجاوز فرنسا لتصبح خطوة أوروبية جماعية في ظل التصعيد العسكري المستمر خلال الأعوام الثلاثة الأخيرة.

وأضاف "ثابت" خلال لقائه لبرنامج "مطروح للنقاش" المُذاع على قناة "القاهرة الإخبارية" أن أوروبا دفعت الكلفة الأكبر في هذه الحرب عبر دعمها لأوكرانيا، سواء على المستوى الاقتصادي أو البشري، معتبرًا أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يسعى إلى مقاربة أكثر واقعية لتخفيف النزاع، وتجنب نزيف الأموال والدماء في حرب بات استمرارها غير مجدٍ.

كما أشار إلى أن هذه الخطوة ليست فرنسية منفردة، بل تأتي بدعم من عدد من الدول الأوروبية، بينها فنلندا، في محاولة لتخفيف حدة المواجهة وعدم الاكتفاء بالدور الأمريكي كوسيط وحيد بين موسكو وكييف.

وأوضح أن تصريحات بعض المسئولين الأوروبيين، مثل أورسولا فون دير لاين وكايا كالاس، كانت ضارة بجهود التهدئة، لكنها لم تمنع بروز اتجاه أوروبي جديد نحو الواقعية.

وأكد "ثابت" أن الوقت حان لأوروبا والدول الحليفة لأوكرانيا لإعادة النظر في الكلفة الباهظة للحرب مع روسيا، خاصة أنها لم تحقق أهدافها المعلنة في كسر شوكة موسكو أو الضغط عليها عبر العقوبات، ما يجعل الحوار خيارًا أكثر عقلانية في المرحلة الراهنة.