يدا إبني المراهق تمتدان إلى كل ما هو ثمين.
فما العمل حتى أجنبه التوغّل في عالم السرقة؟
سيدتي، أنا أم تحتاج منك أكثر ما تحتاجه النصيحة والدعم والإحتواء فما أمر به مع إبني المراهق أثقل كاهلي وجعلني أحيا حيرة ما بعدها حيرة.
تتساءلين ما خطبي، فأجيبك بلا إحراج أن إبني الوحيد الذي لم يتجاوز من عمره12سنة، يسرق من مالي ومال أبيه وحتى مصروف أخته الكبرى التي لم تسلم منه،كما أن يداه تمتدان إلى كل ما هو ثمين في المنزل. قد يقودك التفكير إلا أننا لا نمنحه ما يحتاج ، ومن أننا نبخل عليه بالضروريات إلا أنني أصارحك سيدتي أننا لا نبخل عليه بأي شيء يمكنه إسعاده، حيث أنني ووالده نغطي كل إحتياجاته، كما أنه وبإعتباره الحفيد الذكر الأول لدى جديه، فإنهما يغدقان عليه بالهدايا والمال وكل ما من شأنه أن يسعده ويرضيه.
الأكثر من هذا أنني وفي كل مرة أكتشف مسألة السرقة وإختفاء المال من حقيبتي أو من صندوق زوجي تجدني أعاقب إبني وأزجره وأغير من معاملتي له، ثم تجدني أعود لإستعمال اللين والدلال ظنا مني أنه لن يعيدها مرة أخرى، إلا أنّ ريمة سرعان ما تعود لعادتها القديمة. فما السبيل سيدتي للخروج من هذه الحالة؟ فأنا أم حريصة جدا على سمعة أبنائي ولا أريد للخبر أن ينتشر بين أفراد أسرتي الصغيرة المتمثلة في حماي وحماتي، ولا أريد للغير أن يعلم بسوء هذا الطبع في إبني والذي أخشى أن يتجذّر فيه ويصبح طبعا؟
اختكم أم سامي من الغرب الجزائري.
الرد:
تعدّ السّرقة لدى المراهق من بين المشاكل السلوكية التي يجب الوقوف عندها بحذر وكياسة، فعلاج مثل هذا الأمر يتطلب من الوالدين ذكاءا وتظافرا للجهود حتى لا يصل الطفل إلى ما لا يحمد عقباه.فلا تعتقدي أختاه أنك وحدك من تعانين من هذا المشكل فعديد الأمهات تكابدن نفس ما تكابدينه، وكبداية يجب عليك أختاه أن تتعرفي على أسباب لجوء المراهقين للسّرقة، حيث أن لفت الإنتباه والتميز بطريقة ما إلى جانب الغيرة و والتعبير عن الغضب، إلى جانب إحساس المراهق باللاأمان الإقتصادي وسط أهله، وإن كانم هذا الأمر غير وارد لديكم سيدتي بما أنّك ذكرتي أنك ممن يغدقون على إبنهم بالهدايا والمال ولم تحرموه من شيء. وحتى تخلصي إبنك من براثين هذه الأفة التي قد تنجر عنها مثلما قلت أمور لا يحمد عقباها عليك أختاه بالنصائح التالية:
*لا توبّخيه وتتذمّري من تصرفاته وتعزليه، بل تقربي منه ووعيه عن خطورة ما يقوم به.
*نمّي الوازع الديني لديه، وحثيه على الصلاة، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
*لا تعيّريه، ولا تحكي هذا السرّ لأيّ أحد كان حتى لا يفقد طفلك ثقته فيك ويتمادى في تصرفاته.
*راقبي محيط صداقته، فقد يكون أحد من يرافق سبب العلة.
*أفهميه أنك لا تبخلين عليه بشيء ومن أنك مستعدة لتقديم الأكثر إن كان يحتاجه، فقط عليه أن لا يخذلك بالسرقة لا أنت ولا والده، ولا أي شخص من معارفك أو أهلك.
*عوّديه أن يطلب ما يحتاج، وأكدي له أنه بإمكانك الرفض إن كان طلبه مبالغا فيه.
تأكدي أختاه أن ما يمر به طفلك هو سلوك خاطئ يمكن تقويمه وتعديله منك أنت ووالده بتظافر الجهود وتكاثفها، كما أن المراهقة فترة وستمرّ ولن يبقى أثر ما كان بها في الطفل إن هو وجد العناية والرعاية والوعض المتحضر والإرشاد.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور













0 تعليق