قال الناقد الفني طارق الشناوي، إن الفنان خالد النبوي يُعد من أكثر النجوم الذين تمثل لديهم مسألة ترتيب الاسم حساسية شديدة، لدرجة قد تجعله يترك موقع التصوير، متسائلًا عن موقعه الحالي على خريطة العمل الفني، رغم انطلاقته القوية وبداياته اللافتة.
وأوضح "الشناوي"، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو حافظ ببرنامج "كل الكلام"، المذاع على قناة "الشمس"، أن خالد النبوي حقق انطلاقة فنية قوية للغاية، خاصة من خلال دوره المميز في فيلم «المهاجر»، إلا أن حضوره الفني لاحقًا لم يعد بنفس الزخم
فين خالد النبوي؟
وتساءل: «فين خالد النبوي؟»، مؤكدًا أنه لا يتحدث عن التكريمات أو الظهور في المهرجانات، مشيرًا إلى أنه كان مُكرمًا مؤخرًا في مهرجان القاهرة السينمائي، وإنما يتحدث تحديدًا عن حجم وكثافة مشاركاته الفنية.
وأضاف "الشناوي" أن النبوي بالتأكيد تُعرض عليه أعمال فنية، مشيرًا إلى معلوماته التي تفيد بوجوده في عمل درامي خلال موسم رمضان المقبل .
وأوضح أنه لم يكن حاضرًا في موسم رمضان الماضي، لكنه سيكون موجودًا في الموسم القادم، مؤكدًا أن الأمر يتطلب قدرًا أكبر من المرونة في تقبل طبيعة العمل الفني ومتغيراته.
في سياق حديثه عن فكرة الاسم والترتيب، استشهد "الشناوي"بتجربة الفنان الكبير يحيى الفخراني مع المخرج العالمي يوسف شاهين في فيلم «المصير»، كاشفًا تفاصيل رواها له الفخراني بشكل شخصي، ولم تُطرح كلها على الملأ من قبل.
وأوضح أن ترشيح يحيى الفخراني للفيلم جاء مفاجئًا له، خاصة أنها كانت المرة الأولى التي يعمل فيها مع يوسف شاهين، لافتًا إلى أن الفخراني وافق في البداية وبدأ في قراءة السيناريو، لكنه كانت لديه ملاحظات جوهرية عليه، حيث رأى أن الحوار جاء «كاجوال» أكثر مما ينبغي لفيلم يحمل عنوانًا وقيمة مثل «المصير».
معالجة أعمق تتناسب مع فكرته
وأشار "الشناوي" إلى أن الفخراني كان يرى أن عنوان الفيلم يوحي بعمل أكثر وقارًا وثقلاً، بينما جاء الحوار في السيناريو بأسلوب خفيف، وهو ما كان محل اعتراضه، مؤكدًا أن هذه الملاحظة كانت من وجهة نظره الشخصية، وكتب الشناوي نفسه مقالًا في عام 1997 تناول فيه الفيلم ووصفه بأنه «سموكِن»، لكنه كان يحتاج إلى معالجة أعمق تتناسب مع فكرته.
وأضاف أن يحيى الفخراني كان ينوي مناقشة هذه الملاحظات مع يوسف شاهين، موضحًا أن شاهين كان يتعامل مع القفيش باعتباره ملكًا خاصًا له، وكان في بعض الأحيان يمنع الفنانين من قراءة السيناريو كاملًا، مكتفيًا بإعطائهم أجزاء محددة، وهو أسلوب خاص به في إدارة العمل.
وتطرق "الشناوي" إلى جانب آخر لم يُعلن كثيرًا، وهو ما يتعلق بالأجر، حيث روى أن الفخراني أخبره بأنه اتفق مع يوسف شاهين على أجر معين – وضرب مثالًا رقميًا افتراضيًا بقوله «10» – لكنه فوجئ عند توقيع العقد بأن الأجر أصبح «5»، ما جعله يشعر بأن هناك أمرًا غير منضبط في الاتفاق.
يوازن بين القيمة والاسم، وأوضح أن يحيى الفخراني، بحكم تركيبته الشخصية، لم يشعر بأن وجوده على «خريطة يوسف شاهين» يمثل ضرورة أو هدفًا في حد ذاته، مؤكدًا أن الفخراني لم يكن منبهرًا بفكرة أن يعمل مع شاهين فقط من أجل إضافة اسم عالمي إلى سيرته الذاتية، رغم اعترافه الكامل بقيمة يوسف شاهين الفنية ومكانته العالمية كمخرج كبير.
واختتم "الشناوي" حديثه بالتأكيد على أن يحيى الفخراني لم يكن من النوع الذي يضحي بالاسم أو الأجر إلا إذا شعر بوجود قيمة فنية وأدبية حقيقية تبرر ذلك، معتبرًا أن هذه التجربة تُبرز الفارق بين الفنان الذي يوازن بين القيمة والاسم، وبين من قد تعيقه حساسية الترتيب عن الاستمرار بثبات على الخريطة الفنية.











0 تعليق