بعد أن ذكرها بشار بالتسريبات.. الغوطة أرض البساتين التي تحولت لساحة صراع

تحيا مصر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الجدل عقب تداول مقطع فيديو مسرّب يظهر فيه الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد إلى جانب مستشارته الإعلامية الراحلة لونا الشبل، وهما يتبادلان حديثًا غير رسمي داخل سيارة كان يقودها الأسد، متضمّنًا عبارات ساخرة عن أحداث الغوطة وصور الأسد المنتشرة في الشوارع السورية فما الذي نعرفه عن مدينة الغوطة؟.

تُعد الغوطة السورية إحدى أبرز المناطق التي ارتبط اسمها بسنوات الحرب في سوريا، فهي ليست مجرد بقعة جغرافية قريبة من دمشق، بل مساحة واسعة من التاريخ والطبيعة والحضارة، تحولت تدريجياً إلى مركز لصراع دامٍ شهد واحدة من أبشع المجازر المعاصرة. 

تمتد الغوطة، الشرقية والغربية، كطوقٍ يحيط بالعاصمة السورية، كانت تُعرف لعقود طويلة بأنها “حديقة دمشق”، لكنها أصبحت مع بداية الحرب رمزًا للدمار والمآسي الإنسانية، خاصة بعد الأحداث التي تصاعدت بشكل لافت إثر سيطرة فصائل المعارضة عليها عام 2012 ودخولها في مواجهة مباشرة مع قوات النظام السوري.

 

الموقع والأهمية الاستراتيجية للغوطة

تقع الغوطة الشرقية على بعد كيلومترات قليلة من قلب دمشق، وهو ما منحها أهمية استراتيجية كبيرة جعلتها في قلب الأحداث طوال سنوات الصراع.

 تمتاز المنطقة بكثافة سكانية مرتفعة، وبامتداد عمراني مترابط يضم مدنًا وبلدات مثل: دوما، حرستا، زملكا، سقبا وكفربطنا، وهي مناطق لعبت دورًا مركزيًا في المشهد العسكري والسياسي. 

هذا القرب الشديد من العاصمة جعل الغوطة هدفًا مباشراً للحصار والقصف المكثف، حيث سعى النظام السوري لاستعادتها بأي ثمن لفرض السيطرة الكاملة على محيط دمشق ومنع أي تهديد مباشر لمركز الحكم.

 

سنوات الحصار والمجازر المتتالية

شهدت الغوطة الشرقية منذ عام 2013 حصارًا خانقًا يُعد من أطول حصارات العصر الحديث، حيث مُنع دخول الغذاء والدواء والوقود لسنوات، ما تسبب في أزمة إنسانية غير مسبوقة. 

وبينما كان السكان يواجهون نقصًا حادًا في كل مقومات الحياة، كانت المنطقة تتعرض للقصف الجوي والبري دون توقف تقريبًا، ما أدى إلى سقوط آلاف الضحايا المدنيين. 

ارتبط اسم الغوطة بعدد كبير من المجازر التي هزّت الضمير العالمي، وأبرزها الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس 2013 الذي استُخدم فيه غاز السارين في مناطق مثل زملكا وعين ترما، وأدى إلى مقتل مئات المدنيين في واحدة من أبشع الجرائم في القرن الحادي والعشرين، وهي المجزرة التي بقيت تفاصيلها محور خلاف سياسي دولي حتى اليوم.

 

الغوطة بعد عام 2018

في عام 2018، وبعد حملة عسكرية تعد من الأعنف في تاريخ الحرب السورية، استعادت قوات النظام السيطرة على كامل الغوطة الشرقية. 

ورغم عودة بعض السكان تدريجياً، فإن حجم الدمار الواسع ما زال حاضرًا بقوة، إضافة إلى انتشار نقاط عسكرية وحواجز أمنية أبقت المنطقة تحت رقابة مشددة، ما جعل عملية إعادة الإعمار بطيئة للغاية مقارنة بما تعرضت له من تدمير. 

ومع ذلك تظل الغوطة، رغم كل ما مرت به، رمزاً لصمود المدنيين ومعاناة استمرت سنوات طويلة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق