مصر تفتح "كنز الفوسفات".. بداية جديدة لصناعة وطنية تستعيد مكانتها

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يكن خام الفوسفات في مصر يومًا مجرد صخرة تُستخرج من قلب الصحراء لتتجه مباشرة إلى الموانئ، بل ظل لعقود كنزًا جيولوجيًا ضخمًا يبحث عن من يستثمره بالصورة الصحيحة، هذا ما يؤكده مصدر مسئول وبارز في قطاع التعدين فى تصريحاته لـ«الدستور»، مشيرًا إلى أن اللحظة الحالية قد تكون الأكثر ملاءمة لإطلاق أكبر تحول صناعي تشهده صناعة الفوسفات في تاريخها منذ بدء الاستغلال التجاري الواسع للخام في الستينيات.

مصر تفتح كنز الفوسفات

وقال المصدر إن مصر تقف اليوم أمام فرصة اقتصادية غير مسبوقة، إذ تتقاطع 3 عوامل في لحظة واحدة، وفرة جيولوجية كبيرة من الفوسفات موزعة بين الصحراء الغربية والجنوبية وامتدادات البحر الأحمر، حاجة عالمية متصاعدة للأسمدة الفوسفاتية وحمض الفوسفوريك، ورغبة سياسية واضحة في الانتقال من مرحلة بيع الخامات إلى عصر القيمة المضافة في التعدين.

يضيف: «نحن أمام خام لا تقل أهميته الاستراتيجية عن الغاز والبترول، لكنه لم يحصل على فرصته الكاملة بعد، الآن الوقت مناسب لنقلة حقيقية».

يشرح المصدر أن مناطق الفوسفات المصرية تمتد عبر مناطق جيولوجية ثلاث رئيسية، لكل منها خصائصها الاقتصادية:

منطقة أبو طرطور في الوادي الجديد، وهي أكبر الحقول الفوسفاتية من حيث الاحتياطي القابل للاستخراج، وتمتد عبر حزام طويل يصل في بعض مناطقه إلى خامات عالية الجدوى الاقتصادية.

حزام إسنا، السباعية، قنا، أسوان، الذي يتميز بخامات متوسطة التركيز لكنها قريبة من موانئ التصدير على النيل والبحر الأحمر.

مناطق البحر الأحمر ووادي النيل، وهي أقل حجمًا لكنها ذات نوعية جيدة من ناحية التجانس الجيولوجي وإمكانية التركيز.

ويشير إلى أن الدراسات الحديثة تُقدر الاحتياطي المصري بمئات الملايين من الأطنان من الخام القابل للاستغلال اقتصاديًا، ويضيف: «لدينا احتياطي يكفي أجيالًا، لكن الاحتياطي وحده لا يصنع صناعة، ما يصنع الصناعة هو تحويل الخام إلى منتجات عالية القيمة، وهذا هو ما يجب أن نركز عليه».

وفقًا للمصدر، يدور الإنتاج المصري من الفوسفات خلال السنوات الأخيرة حول عدة ملايين من الأطنان سنويًا، مع زيادة ملحوظة منذ 2020 بسبب دخول مناطق جديدة وإعادة تشغيل بعض الخطوط القديمة، ويتجه معظم الإنتاج إلى أسواق آسيا، خصوصًا الهند، فضلًا عن شحنات تُرسل إلى أوروبا وأفريقيا حسب المواسم السعرية.

إلا أن المصدر يشدد على أن استمرار تصدير الخام كما هو لا يخدم الاقتصاد، ويقول: «طن الفوسفات الخام قيمته في السوق العالمية أقل بكثير من قيمة منتجاته التحويلية، عندما نصدر خامًا، فإننا نصدر فرص عمل، ونصدر قيمة مضافة، ونصدر مكانتنا الصناعية، هذا يجب أن يتغير».

وأكد المصدر أن مصر تمتلك قاعدة جيولوجية وصناعية تسمح لها بأن تكون لاعبًا إقليميًا كبيرًا في صناعة الفوسفات، ويقول «لسنا في نقطة الصفر، نحن بدأنا بالفعل، لكننا بحاجة إلى مضاعفة الجهد وتنسيق أكبر بين التعدين والكيماويات والبيئة والنقل».

ويشير المصدر إلى أن الحكومة بدأت بالفعل في إعداد استراتيجية وطنية للفوسفات تتضمن أهدافًا كمية للطاقة التحويلية، وخريطة للمواقع المناسبة للمجمعات الصناعية، ونظامًا جديدًا للتراخيص يقلل المدد الزمنية، ويضيف: «إذا تم تبسيط التراخيص ومنح حوافز للتحويل الصناعي، فسنشهد تدفقًا كبيرًا للاستثمارات في غضون سنوات قليلة».

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق