قال الدكتور مراد حرفوش، خبير الشؤون الإسرائيلية، إن الاحتلال الإسرائيلي منذ وقف إطلاق النار لم يلتزم  باتفاق غزة حتى هذه اللحظة، فقد تجاوز عدد الشهداء حتى الآن 360 ألف شهيدًا، أغلبهم من الأطفال والنساء وكبار السن، بجانب عدم التزام الاحتلال بفتح معبر رفح، ومنع دخول المساعدات، وتعطيل وصول الإمدادات الأساسية لتلبية الاحتياجات الإنسانية والطبية، وهذا يؤكد بوضوح أن الاحتلال الإسرائيلي، ونتنياهو تحديدًا، يصر على إبقاء الأمور في المرحلة الأولى، ولا يريد الانتقال إلى المرحلة الثانية، لأنها لا تخدم مصالحه الداخلية.

وأضاف حرفوش، خلال تصريحاته عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو يريد تطبيق سيناريو لبنان داخل قطاع غزة، حيث نلاحظ عمليات الاستهداف والاغتيالات المتواصلة للفلسطينيين، ويبدو أنه يريد أن يبقي يده على الزناد في غزة، تمامًا كما يفعل في جنوب لبنان، فهو لا يريد الانتقال الكامل إلى مرحلة وقف إطلاق النار، وإنما يريد الإبقاء على حالة "اللا حرب واللا سلم" في القطاع، كما يحافظ على الوضع نفسه في الجنوب اللبناني، ليتمكن من إعادة إشعال المواجهة في أي لحظة سواء في قطاع غزة أو جنوب لبنان.

بقية الأطراف الإقليمية لا تملك التأثير المباشر عليه بالقدر الكافي

ونوه خبير الشؤون الإسرائيلية، بأن هذا الوضع يريح نتنياهو كما يريح الائتلاف الحكومي في دولة الاحتلال، ومن الواضح أن متطلبات المرحلة الثانية يحاول نتنياهو الابتعاد عنها قدر الإمكان، لأنها تفرض على جيش الاحتلال الانسحاب من قطاع غزة، وهو ما يوفر حالة من الاستقرار لا يريدها نتنياهو، خصوصًا في ظل الضغوط الداخلية والخارجية.

ولفت خبير الشؤون الإسرائيلية، إلى أن الجهة الوحيدة القادرة على الضغط على بنيامين نتنياهو لتنفيذ المرحلة الثانية هي الولايات المتحدة، لأن بقية الأطراف الإقليمية لا تملك التأثير المباشر عليه بالقدر الكافي.