شهد معرض الصناعات الدفاعية «إيديكس ٢٠٢٥»، فى نسخته الرابعة، انطلاقة مختلفة تؤكد مكانة مصر المتصاعدة فى مجال تنظيم المعارض الدفاعية وتصنيع المعدات والأنظمة العسكرية، حيث جاء المعرض هذا العام منظمًا بنسبة ١٠٠٪ بأيادٍ مصرية، سواء من حيث الإدارة أو الخدمات الفنية أو تصميم الأجنحة أو العمليات اللوجستية، وهو ما يؤكد قدرة الدولة على تنظيم حدث دولى كبير بهذا الحجم، يجذب مئات من الشركات والوفود الرسمية والعسكرية من مختلف أنحاء العالم.
«الدستور» زات الجناح المصرى فى المعرض وتفقدت أحدث الأسلحة والمعدات والأنظمة، حيث كان المشهد واضحًا بأن الصناعة العسكرية المصرية تدخل مرحلة جديدة من التطور، وتعرض للمرة الأولى مجموعة واسعة من الأنظمة الدفاعية المتقدمة، بعضها يتم تطويره داخل مصر لأول مرة، وبعضها يمثل نقلة نوعية فى قدرات الردع والمجابهة الحديثة.
ورصدت «الدستور» حضورًا مكثفًا للجناح المصرى هذا العام الذى كان لافتًا بمنتجاته الفريدة، والذى يشمل فى جوانبه مؤسسات وطنية عاملة فى الصناعات الدفاعية، أبرزها إدارة المركبات «مجمع الصناعات الهندسية»، وجناح وزارة الإنتاج الحربى، وجناح الشركة العربية للبصريات.
كما شمل جناح الهيئة العربية للتصنيع، وترسانة القوات البحرية، وشركة ترسانة الإسكندرية، والشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، والتى شملت منظومات ومعدات متخصصة فى الحرب الإلكترونية، والرادارات، والأنظمة التكتيكية، والعربات المدرعة، وأنظمة الذكاء الاصطناعى، والطائرات دون طيار، والأنظمة المضادة لها. وعرض الجناح المصرى منتجات جديدة تُكشف لأول مرة، من بينها المنظومة المتكاملة لمجابهة المسيّرات بالذكاء الاصطناعى، وأنظمة الإعاقة الإلكترونية، واللنشات الساحلية الحديثة، ومنتجات الصناعة البحرية، إلى جانب منتجات متخصصة فى مجال الحماية الشخصية للأفراد العسكريين والمدنيين ومنظمات الأمم المتحدة.
«العربية للتصنيع»منظومة مجابهة المسيّرات بالـAI.. وطرح «مسيرة الفرد المقاتل الانتحارية» لأول مرة
حضرت الهيئة العربية للتصنيع فى جناحها بمنتجات جديدة ومطورة، تعكس قفزة واضحة فى التكنولوجيا الدفاعية، خاصة فى مجال الذكاء الاصطناعى والحرب الإلكترونية ومنظومات القيادة والسيطرة.
وقال أحد مسئولى الهيئة إن المنظومة المتكاملة لمجابهة المسيّرات بالذكاء الاصطناعى فريدة ومصنعة محليًا بنسبة ٨٥٪، موضحًا أنها واحدة من أبرز المنتجات التى ظهرت فى الجناح المصرى هذا العام، وهى أول منظومة مصرية تجمع بين وسيلتين للمجابهة: المجابهة السلبية والمجابهة الإيجابية فى نظام واحد.
وتشمل خصائص المنظومة الاعتماد بالكامل على الذكاء الاصطناعى فى كشف وتتبع الهدف، وتتعامل مع فئات متعددة من المسيّرات تشمل الفئة المايكرو والمينى والبيج سايز «Small–Micro–Big»، حيث تبدأ عملية المواجهة باستخدام الإعاقة السلبية، ثم تنتقل للتعامل بالإيجابى عند الحاجة، كما أنها قابلة للتركيب على أى منصة «سيارات- أبراج- مواقع حدودية- وحدات بحرية- مركبات قتالية» ومجهزة بأنظمة تتبع لحظية عبر كاميرات حرارية وكهروبصرية.
وحسب مسئولى الهيئة، يمثل هذا النظام نقلة مهمة فى قدرات الدفاع المصرى للتعامل مع التهديدات الحديثة فى ميدان القتال، خاصة مع الانتشار الواسع للطائرات المسيّرة فى النزاعات الإقليمية والدولية.
كما تعرض أيضًا منظومة «حارس ٢»، كمنصة مدرعة لمجابهة المسيّرات، وهى مثبتة على العربة المدرعة فهد، وتعد منصة متخصصة فى رصد ومجابهة المسيّرات عبر وسائل الإعاقة السلبية، وتتميز بقدرة رصد مبكرة وتتبع إلكترونى دقيق للأهداف، ونظام إعاقة مدمج ضد الاتصالات والسيطرة، وإمكانية العمل أثناء الحركة أو التثبيت فى موقع، كما أن المنظومة مصممة لتوفير حماية محيطية للوحدات، خاصة فى مناطق العمليات المتقدمة.
وشملت المعروضات أيضًا، النظام المحمول DJ-٤٠٠P للإعاقة المتقدمة ضد المسيّرات لعدة كيلومترات، وهو جهاز محمول أو قابل للتركيب على المركبات، ويتميز بأنه مُصنّع محليًا بالكامل، ومخصص لإعاقة المسيّرات الصغيرة ومتناهية الصغر، ويدعم أنماط إعاقة متعددة كإعاقة ملاحة وإعاقة إشارات التحكم وقطع الروابط اللاسلكية، كما أنه جهاز مصمم لوحدات الانتشار السريع وحماية الحدود الحيوية والمنشآت الاستراتيجية.
وتعرض كذلك أنظمة الإعاقة المتخصصة TJ٢٠٠ وهو جهاز إعاقة متطور يعمل على تعطيل الاتصالات اللا سلكية فى نطاق واسع من الترددات باستخدام التقنيات الرقمية، بالإضافة إلى IJ٦٠ وهو جهاز مخصص لإعاقة الهواتف المحمولة داخل القاعات والمناطق الحساسة لمنع الاختراقات أو التجسس، وWR٢٥ كنظام مراقبة لا سلكية متقدم يتيح مسح نطاقات التردد ورصد الإشارات وتحليلها.
كما كشفت الهيئة العربية للتصنيع، لأول مرة، عن «مسيرة الفرد المقاتل الانتحارية» ضمن معروضات جناحها بالمعرض، وهى طائرة انتحارية خفيفة تزن نصف كيلوجرام فقط، ويمكنها حمل ربع كيلوجرام من المواد شديدة الانفجار، وتصل إلى مدى ٤ كيلومترات كاملة، ويتم التحكم فيها بواسطة ذراع تحكم يدوية بسيط يحملها جندى القوات الخاصة.
هذه المسيرة الصغيرة التى يمكن وضعها فى حقيبة الظهر أو حتى فى جيب السترة التكتيكية، تمثل نقلة نوعية فى تسليح الفرد المقاتل المصرى، حيث تمنحه قدرة تدميرية دقيقة للأهداف المعادية على مسافة آمنة تمامًا، سواء كانت نقاط تجمع للعدو، مركبة خفيفة، أو حتى دشمة محصنة، وما تقدمه هذه المسيرة المصرية ليس مجرد قذيفة طائرة، بل «قناص جوى» شخصى لكل جندى فى القوات الخاصة، بوزن لا يتجاوز ٥٠٠ جرام، يستطيع الجندى حمل عدة مسيرات دفعة واحدة، مما يعنى أن الوحدة الصغيرة يمكن أن تمتلك قوة نارية تعادل سرية كاملة من قاذفات «آر بى جى» أو صواريخ مضادة للدروع فى السابق.
كما أن المدى البالغ ٤ كيلومترات يضع الجندى خارج نطاق الأسلحة الخفيفة والقناصة، ويمنحه القدرة على ضرب العدو قبل أن يقترب، كما أن التحكم البسيط عبر ذراع تحكم تشبه أذرع ألعاب الفيديو جعل التدريب عليها سريعًا وسهلًا، وهو ما يناسب طبيعة عمل القوات الخاصة التى تحتاج إلى أسلحة فورية الاستخدام دون تعقيد.
وواكب جناح الهيئة التوجه العالمى نحو الحروب الحديثة، حيث عرضت مجموعة واسعة من الأنظمة غير المأهولة، أبرزها المسيرة الأرضية «العقرب»، والمسيرة التكتيكية ذات الإقلاع العمودى «حمزة ١»، واللتان يتم تصنيعهما بالتعاون مع الجانب التركى، و-Drone، لتوفير حماية شاملة ضد التهديدات الجوية الحديثة.
«الترسانة البحرية» لنشات ساحلية عالية السرعة وفرقاطات «ميكو 200» و«جوويند»
شهد الجناح البحرى مشاركة قوية من ترسانة القوات البحرية المصرية، عبر عرض ٧ منتجات حديثة، من بينها ٢ بالشراكة مع شركات أجنبية، بالإضافة إلى تحديثات على أنظمة عديدة، شملت لنش المرور الساحلى Swift ٢٨، وهو لنش عالى السرعة مخصص للعمليات الساحلية والمراقبة وتأمين المناطق البحرية، ولنش القوات الخاصة RIB Rafale ١٢٠٠، المخصص للعمليات الخاصة السريعة، والذى يتمتع بقدرة عالية على المناورة والانتشار، وكذلك القارب المطاطى ٤٧٠، وهو قارب عمليات خفيف، يستخدم فى الدوريات الخفيفة والإنقاذ.
كما شملت القطع البحرية المعروضة تطويرًا شاملًا لأنظمة الملاحة والاتصالات والتسليح، حيث قدّمت الترسانة برنامجًا متكاملًا لتطوير الوحدات القديمة، يشمل تحديث أنظمة الملاحة ورفع كفاءة الاتصالات وتطوير التسليح وتحسين التجهيزات الداخلية والإعاشة.
وكان من اللافت، عرض الترسانة البحرية لمشروع الفرقاطة الميكو ٢٠٠، الذى تنفذه الترسانة حاليًا بالتعاون مع شريك إيطالى، وتم تصنيع ثلاث وحدات فى مصر، ويجرى حاليًا تصنيع الرابعة.
أما مشروع الفرقاطة الجوويند بالتعاون مع فرنسا، فتم تصنيع واحدة بالخارج و٣ أخرى تم بناؤها محليًا داخل مصر، بالإضافة أيضًا إلى برنامج اللنشات الساحلية الألمانية «١٠ وحدات»، لتكون من أهم الشراكات التى أثمرت عن تعزيز قوة الأسطول الساحلى المصرى.
كما قدمت شركة ترسانة الإسكندرية لنش PV٤٣، الذى يمثل إضافة قوية لتأمين السواحل المصرية، ونظامه مزود بمدفع ٣٠ مم متزن يتم التحكم فيه عن بعد، وقادر على حمل رشاشات بزوايا ٣٦٠ درجة.
«الإنتاج الحربى»الهاوتزر «EGY A1 K9» والراجمات «ردع 300» و«رعد 200» المطورة والمركبة «سينا 806»
شهد جناح وزارة الإنتاج الحربى هذا العام عرض حزمة واسعة من أحدث المنتجات العسكرية المطوّرة داخل المصانع المصرية، التى تعكس طفرة كبيرة فى قدرات التصنيع الدفاعى والتكنولوجى المحلى.
ومن أبرز معروضات الجناح منظومة «ردع ٣٠٠»، وهى راجمة صواريخ موجهة مجنزرة متعددة الأعيرة، قادرة على إطلاق أنواع مختلفة من الذخائر ومهاجمة أهداف حتى مدى ٣٠٠ كيلومتر.
وتعمل الراجمة بكفاءة فى الطرق الممهدة وغير الممهدة، وتصل سرعتها إلى ٤٠ كم/ ساعة، كما تتميز بنظام توجيه أتوماتيكى وعن بُعد، ويبلغ وزنها الكلى بالتسليح ٢٠ طنًا، وتعمل بطاقم حتى ٣ أفراد.
وكذلك مركبة «سينا للإصلاح والنجدة ٨٠٦»، والتى تُعد من أحدث ما تم تطويره داخل شركات الإنتاج الحربى، لخدمة تشكيلات المركبات المدرعة «سينا ٢٠٠»، التى تقوم بعمليات الإصلاح والنجدة الميدانية للمركبات المجنزرة، وتم تزويدها بونش رفع حمولة حتى ٢ طن، وونش سحب بقدرة ١٥ طنًا، يمكن مضاعفتها إلى ٣٠ طنًا. وتحتوى المركبة على المعدات والعدد وقطع الغيار اللازمة لأعمال الصيانة، وتتمتع بمستوى الحماية نفسه الذى تتمتع به المركبة المدرعة «سينا ٢٠٠»، كما أنها مصنوعة بالكامل بأيادٍ مصرية.
وتهدف «سينا ٢٠٠» لحماية المركبات المدرعة من تهديدات مقذوفات «الآر بى جى ٧» أثناء العمليات بأقل وزن ممكن، للحفاظ على سرعة المناورة وخفة الحركة مع سهولة الفك والتركيب على المركبات، وهى مزودة بحماية ضد التفجيرات الأرضية ولديها نظام إخماد للحريق أتوماتيكى، ومتعددة الاستخدام، ومركبة قتال، وإسعاف، ومنصة إطلاق صواريخ، وهاون، وإشارة، وحرب إلكترونية، وقيادة وسيطرة، وناقلة ذخيرة.
وضمت معروضات الإنتاج الحربى أيضًا مركبة خفيفة «٤×٤»، مجهزة بالمدفع الثنائى ٢٣ مم المضاد للطائرات، بعد تطويره لتقليل الارتداد وإتاحة استخدامه ضد الأهداف الأرضية والجوية.
ويتميز المدفع بمعدل نيران يصل إلى ١٦٠٠ طلقة فى الدقيقة، لمدى يتجاوز ٢ كم للأهداف الأرضية، وأكثر من ٢.٥ كم للأهداف الجوية، مع إمكانية الإطلاق الفردى والزوجى.
كما تم عرض نموذج مصغر لمنظومة الهاوتزر ١٥٥ مم/ ٥٢ عيار «K٩ A١ EGY»، والتى تمثل واحدة من أهم نماذج الشراكة الاستراتيجية مع الشركات العالمية لتوطين أحدث تقنيات تصنيع المدفعية داخل مصر.
وتعمل وزارة الإنتاج الحربى حاليًا على الانتهاء من تجهيز خط الإنتاج الخاص بالمنظومة داخل أحد مصانعها، تمهيدًا لتسليم أول دفعة خلال النصف الأول من عام ٢٠٢٦، بعد أن تم بالفعل تصنيع الذخيرة ١٥٥ مم الخاصة بالمدفع داخل مصانع الإنتاج الحربى.
كذلك تضمن الجناح تطوير راجمة «رعد ٢٠٠»، من خلال تعديل نظام التحكم فى القاذف ليعمل هيدروليكيًا، بالإضافة إلى تحسين نظام التنشين لرفع الدقة والأداء.
وفى إنجاز صناعى جديد فى مجال التصنيع العسكرى، نجحت وزارة الإنتاج الحربى فى تطوير إنتاج الصلب المدرع ليصل إلى سمك ٣٠ مم بدلًا من ١٥ مم، مع زيادة عرض الألواح إلى ٢٤٠ سم بدلًا من ١٥٠ سم، ويجرى العمل- وفقًا لمسئولى الوزارة- على تطوير قدرات أكبر للوصول إلى سماكات وعروض أعلى، بما يعزز استقلالية الصناعات الدفاعية المصرية وقدرتها التنافسية.
«الوطنية للتنمية»: ملابس عسكرية و«الفيست الواقى»
شاركت الشركة الوطنية المصرية للتطوير والتنمية الصناعية، فى المعرض، بمنتجات مرتبطة بحماية الأفراد والتجهيزات العسكرية، وفاجأت الزوار بإنتاجها الضخم، الذى يتصدره تصنيع أقمشة الملابس العسكرية. ومن أبرز معروضاتها «الفيست الواقى» من الرصاص، حيث تم تصنيع ٥٠٠ فيست دفعة أولى مُعتمدة دوليًا، بمواصفات حماية عالية.















0 تعليق