الثلاثاء 02/ديسمبر/2025 - 06:47 م 12/2/2025 6:47:10 PM
سألت طالبة في إحدى مدارس الراهبات، ماهو رد فعل إدارة المدرسة اذا تعرضت معلمة لواقعة اعتداء وممارسة سلوكيات غير منضبطه وتعمد إهانتها كما حدث في مدرسة
"عبدالسلام المحجوب"بالاسكندرية؟..أجابت:" مستحيل أن نقوم بمثل هذه الافعال، نحن نلتزم بكل التعليمات والدروس التي تلقيها علينا مديرة المدرسة في طابور الصباح مع كل يوم دراسي نتعلم دروس في الأخلاق والقيم الإنسانية المستمدة من الأديان السماوية والقيم المجتمعية، ومع كل عام يتم تقييم جميع الطالبات علي المستوي العلمي والأخلاقي، ومن لاتحصل علي نسبة معينة من الدرجات العلمية والسلوك، يكون قرار المدرسة برفض استمرار الطالبة في المدرسة وعليها البحث عن مدرسة إخري".. إلي هنا انتهي كلام تلميذة مدارس الراهبات... وإن كان أهل العلم والمعرفة. انتصروا للتربية قبل العلم وأطلقوا عليها وزارة التربية والتعليم، فالتربية تأتي في المنزلة الأولي قبل العلم.. اذن، كيف لطالب علم ان يتحصل علي مناهج دراسية وهو فاقد لأصول التربية كما حدث في مدرسة الإسكندرية التي تحمل إسم أهم محافظ عرفه "الإسكندرانية" وهو الدكتور "عبدالسلام المحبوب" كما كانوا يطلقون عليه لدماثة أخلاقه وعمله الدؤوب وحبه واخلاصة لمحافظة الإسكندرية.
لقد أصاب وزير التربية والتعليم "محمد عبداللطيف" حين اتخذ قرارت فورية وحاسة تجاه واقعه مدرسة "عبدالسلام المحجوب" -وان كنت حزينة ان يقترن اسم المحجوب بهذه الواقعة المشينه- فصل الطلاب المتورطين نهائيا لمدة عام وإحالة الواقعة إلي الشؤون القانونية.
يبدو انه عقاب سريع ولابد منه.. لكن ماذا سيفعل هؤلاء الطلاب في هذا العام وماهي سبل العلاج في مثل هذه الحالات؟.. بالإطلاع علي بعض المعالجات الدولية عندما يشكل الطلاب تهديدا لأنفسهم وللآخرين، تلجأ بعض المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية إلي نظام تعليمي بديل، وتحويل مسار هؤلاء الطلاب إلي مؤسسات تعليمية ذات منهج وطرق غير تقليدية ومختلفة عن المدارس المتعارف عليها، حيث تعتمد علي برامج تعليمية تتناسب وهؤلاء الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية غير منضبطه، كما تركز علي تقديم مناهج تعليمية مرنة وبيئة داعمة لمساعدتهم في العودة إلي المسار الصحيح.
مثل هذه المدارس يفضل ان تكون مدارس داخلية هدفها الأساسي تقويم سلوك الطلاب، تشكل إدارة هذه المدارس من خبراء في علم النفس والتربية، إلي جانب خبرات أمنية لحماية هؤلاء الطلاب من أنفسهم.
قرار تحويل الطلاب من نظام تعليم تقليدي إلي مدارس بديلة ليس أمرا سهلا في الولايات المتحدة لانه يتعارض مع بعض قوانين الولايات نظرا لأن كل ولاية لها قوانين عامة وقوانين خاصة بها، رغم ذلك تلجأ معظم الولايات إلي تحويل مسار هؤلاء الطلاب "المشاغبين" إلي نظام تعليمي بديل.
قد يعتقد البعض أن الامر سهلا علي أولياء الأمور في الولايات المتحدة ان يتحول مسار أبنائهم إلي مدارس بديلة لتقويم سلوكهم، بل العكس تماما مثل هذه المدارس يلجأ إليها في الحالات التي يعاني منها الطلاب من مشاكل سلوكية ولايمكن السيطرة عليهم، لذا يحرص الأباء علي متابعة أبنائهم وحل مشاكلهم حتي لايتحول مسارهم التعليمي، فضلا عن ان طلاب هذه المدارس غير التقليدية هي أشبه بنظام عقابي وسمعة سيئة تلاحق الطلاب مدي الحياة.
لانستطيع القول ولانجزم أننا في مصر بحاجة ملحة إلي تحويل مسار الطلاب الذين يعانون من مشاكل سلوكية إلي مدارس عقايية-ان جاز التعبير- ولايمكن ام نقر بأن الفصل لمدة عام هو الحل الأمثل، بل نحن بحاجة إلي إعادة النظر في المنظومة التربوية والإخلاقية لطلاب المدارس في كافة المراحل التعليمية، لاسيما اننا نواجه كل عام في امتحانات الشهادات خاصة الثانوية العامة والفنية اعتداءات علي المراقبين أثناء الامتحانات ترقي إلي حد الجريمة.. وان كان ليس هناك مجتمع بلاجريمة فالعقاب ليس هو الحل دائما إنما البحث عن سبل علاج هو الحل..والانضباط هو الحل لسلوكيات التعليم.. مدرسة صفا.. مدرسة إنضباط

















0 تعليق