د. محمد الباز "حدثان كبيران يكشفان الثنائية الحاكمة للشخصية المصرية: المتحف المصري الكبير ودولة التلاوة"
"ثورة ٣٠ يونيه ثورة ثقافية قام بها الشعب حين شعر بالخطر على الهوية الوطنية، بعكس كل الثورات الأخرى، وهو ما يعكس قوة اللحمة المصرية التي هي نتاج حضارة رفيعة بين حضارات العالم"
أد. أحمد بلبولة عميد الكلية: "إن تغير الخطاب الثقافي للكلية نتيجة طبيعية لقوة الدولة المصرية، والدين الوسطي السمح هو ما يميز الشخصية المصرية"
أد. حجاج أنور وكيل الكليةلشؤونالتعليموالطلاب: "أسرة طلاب من أجل مصر أحدثت الفارق في الكلية، ووجود د. محمد الباز القامة الإعلامية الكبيرة أحد منجزاتها"
أد. صفوت علي صالح وكيل الكلية للدراسات العليا: "أولينا الثقافة المصرية اهتماما كبيرا في الخطة البحثية للكلية، ونعمل على بحوث ابتكارية بينية بين تخصصات الكلية والإعلام والآثار"
تحت رعاية الأستاذ الدكتور محمد سامي عبد الصادق ـ رئيس جامعة القاهرة، وإشراف الأستاذ الدكتور أحمد بلبولة ـ عميد الكلية، نظّمت أسرة "طلاب من أجل مصر" بكلية دار العلوم ندوة فكرية موسّعة بعنوان "الإعلام والثقافة"، ضمن فعاليات مهرجان الثقافة المصرية الذي يتزامن مع احتفالات الجامعة بافتتاح المتحف المصري الكبير، أحد أكبر المشروعات الحضارية في القرن الحادي والعشرين. استضافت الكلية الإعلامي الدكتور محمد الباز في لقاء فكري ثري يعكس أهمية الثقافة في بناء وعي المجتمع المصري.
استهل الندوة الأستاذ الدكتور أحمد بلبوبة ـ عميد كلية دار العلوم بكلمة ترحيبية عبّر فيها عن اعتزازه باستضافة الدكتور محمد الباز، مشيرًا إلى أن مدرسة الباز الإعلامية تمثل نموذجًا مهنيًّا يجمع بين التحليل العميق وشجاعة الطرح الموضوعي. وأكد أن الإعلام والثقافة شريكان أساسيان في بناء وعي المجتمع، وأن الجامعة برئاسة الأستاذ الدكتور محمد سامي عبدالصادق تولي اهتمامًا خاصًا بالفعاليات الثقافية، خاصة بعد إعلانه هذا العام عامًا للمتحف المصري الكبير، بما يعكس رؤية تعتمد على ربط الهوية التاريخية بالتنمية الحديثة. كما وجّه سيادته الشكر لأسرة "طلاب من أجل مصر" على دورها الوطني في تنظيم الفعاليات وصياغة حالة ثقافية جديدة داخل الجامعة.
وفي محاضرته، قدّم الدكتور محمد الباز رؤية معمّقة حول العلاقة بين الإعلام والثقافة، مؤكدًا أن الإعلام لا يكتفي بنقل الثقافة، بل يعيد إنتاجها في وعي الجمهور. وأوضح أن قوة المنتج الإعلامي ترتبط بقوة المنتج الثقافي، فكلما كانت الثقافة ثرية ومتجذرة، جاء الخطاب الإعلامي قويًّا ومؤثرًا.
وأشار إلى أن الدولة المصرية الحديثة تعمل على تأسيس ثقافة وطنية جديدة تتجاوز حدود الجغرافيا المحلية نحو آفاق عالمية، فهي تراثية في جذورها، حديثة في أدواتها، عالمية في طموحاتها، مرنة وقادرة على التعايش مع التحولات الكبرى. وأضاف أن مصر اليوم تقدم سردية ثقافية وطنية تمتد من ذاكرة الحضارة القديمة إلى إنجازات الدولة الحديثة، ومن قيم الوسطية إلى مفاهيم المواطنة ومقاومة التطرف.
دار العلوم.. مدرسة الاعتدال والنهضة العلمية
كما خصّ الباز كلية دار العلوم بجانب كبير من حديثه، موضحًا أن علاقته بها ليست مجرد علاقة مهنية، بل هي رابطة وجدانية تعود إلى سنوات طويلة. وأكد أن دار العلوم تمثل قلعة من قلاع الوسطية والاعتدال، وأنها استطاعت أن تحافظ على هويتها العلمية والفكرية رغم التغيرات التي شهدها المجتمع. وأشاد بما تشهده الكلية من تطوير شامل في المقررات الدراسية، وتحديث برامج التدريب الميداني، والانفتاح على مجالات جديدة مثل الإعلام الرقمي والتثقيف المجتمعي، وإسهامات بارزة في بناء شخصية الطالب المصري المعاصر وربط العلوم الشرعية واللغوية باحتياجات العصر.
التدين الفطري للمصريين.. رؤية تاريخية وفكرية
قدّم الباز قراءة تاريخية وفكرية موسّعة حول التدين الفطري عند المصريين، مؤكدًا أن المصري القديم توصّل إلى الإيمان بالله عبر الاستدلال العقلي والمنطقي قبل نزول الوحي السماوي. واستشهد بعدد من النقوش والجداريات التي تعكس إيمان المصري القديم بوجود قوة خالقة، ومفهوم الحساب والجزاء، وفكرة الضمير الأخلاقي، وتقديس الحياة والعدل والحق. موضحًا أن المصري البسيط يحتفظ بما يمكن تسميته "العلاقة الخاصة مع الله"، وهي علاقة تقوم على المناجاة الصادقة، والدعاء العفوي، والاتصال المباشر دون وسيط، ورفض الوصاية والتشدد والمذهبية الضيقة، والميل الطبيعي إلى الاعتدال…































0 تعليق