تواصل نيابة المنتزه ثان بالإسكندرية تحقيقاتها الموسّعة في واقعة اتهام عامل بمدرسة دولية شرق المحافظة، بالتعدي على أربعة من تلاميذ مرحلة رياض الأطفال داخل الحديقة المخصصة لنشاط الطلاب، وذلك بعد تقدم عدد من أولياء الأمور ببلاغات رسمية إلى قسم شرطة المنتزه ثان.
وكشفت التحقيقات الأولية أن البلاغات الأربعة المقدمة حملت روايات متقاربة حول سلوك غير منضبط من قِبل العامل المسؤول عن العناية بالحديقة، حيث أشار الأهالي إلى مشاهدات وردت إليهم عبر أطفالهم تتعلق بتصرفات وصفوها بـ"المريبة" خلال الفترات الصباحية التي يتواجد فيها التلاميذ دون إشراف كافٍ من هيئة التدريس.
أقوال أولياء الأمور
وفق محاضر التحقيق، أفادت إحدى الأمهات بأن ابنتها تحدثت عن قيام العامل بسلوكيات غير ملائمة داخل الحديقة، مستغلًا لحظات غياب الإشراف التربوي، فيما أكد ولي أمر آخر أن نجله ذكر تواجد العامل بين الطلاب أثناء لعبهم، وقيامه بتصرفات "غير مبررة" دفعت الأسرة للتقدم ببلاغ رسمي.
وجاءت أقوال بلاغ ثالث مشابهة، إذ أشار الأب إلى أن نجله روى تفاصيل لعبة غير مفهومة مع العامل أثناء وجوده في الحديقة، لافتًا إلى أنه عرف بالأمر مؤخرًا بعد تواصل عدد من أولياء الأمور فيما بينهم حول ما سمعوه من أطفالهم.
فيما ذكرت والدة طفلة أخرى أن ابنتها أخبرتها بسلوك مريب صدر عن العامل خلال فترة تواجد الطلاب صباحًا دون إشراف كامل، مؤكدة أنها لم تتردد في إبلاغ الجهات المختصة فور التأكد من التفاصيل.
أقوال المتهم أمام النيابة
من جانبها، استمعت النيابة إلى أقوال المتهم «س.خ.ر.م»، 58 عامًا، والذي يعمل عامل مشتل بالمدرسة، حيث أنكر ما نُسب إليه من اتهامات بالتعدي على الأطفال، موضحًا أنه يتعامل معهم "بحسن نية"، وفق قوله، وأن ما يقوم به من تعامل داخل الحديقة كان بدافع "الود" وليس بقصد الإيذاء، معترفًا بأنه تجاوز في أسلوب التعامل قائلًا: "أنا غلطان ومش هعمل كده تاني".
وأكد المتهم أنه لم يقم بأي أفعال تمس الأطفال، وأن دوره يقتصر على العمل داخل الحديقة، نافيًا وجود أي خلافات مسبقة مع أولياء الأمور.
تحركات النيابة العامة
اتخذت النيابة عدة إجراءات عاجلة في إطار التحقيقات، شملت:
حبس المتهم 4 أيام على ذمة التحقيقات.
التحفظ على كاميرات المراقبة داخل المدرسة لفحصها وتحديد أماكن تواجد المتهم والأطفال في أوقات البلاغات.
انتقال فريق من النيابة إلى المدرسة بصحبة الأطفال لإجراء معاينة ميدانية لموقع الأحداث.
استدعاء أولياء الأمور وأطفالهم لسماع أقوالهم كاملة.
طلب التقارير الطبية الخاصة بالمجني عليهم من خلال عرضهم على الطب الشرعي.
وأكدت مصادر قضائية أن التحقيقات تسير في اتجاهين متوازيين:
التحقق من صحة أقوال الأطفال، ومراجعة مقاطع كاميرات المراقبة، للوقوف على مدى تطابقها مع ما ورد بمحاضر الشرطة.
خلفية الواقعة
ترجع بداية القضية رقم 16372 لسنة 2025 إداري المنتزه ثان، إلى تلقي الأجهزة الأمنية بلاغات رسمية من أربعة أسر، أفادوا خلالها بوجود تعدٍّ جسدي على أبنائهم داخل إحدى المدارس الدولية الشهيرة شرق الإسكندرية.
وعلى الفور باشرت الأجهزة الأمنية جمع التحريات اللازمة وإخطار النيابة العامة.
لا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها بشكل مكثف، في وقت تؤكد فيه على التعامل الجاد مع أي بلاغ يتعلق بسلامة الأطفال داخل المؤسسات التعليمية، مع اتخاذ الإجراءات القانونية حيال أي تجاوز يثبت وقوعه.
ومن المنتظر أن تعلن النيابة نتائج الفحص الفني لكاميرات المراقبة والتقارير الطبية فور الانتهاء منها، تمهيدًا لاتخاذ القرار القضائي المناسب.














0 تعليق