كشف الدكتور علي العبسي، خبير اقتصادي، عن تأثير تراجع قطاع صناعة السيارات على الاقتصاد الألماني والأوروبي، مشيرًا إلى أن هذا القطاع يعد من الأعمدة الأساسية للنمو الاقتصادي في ألمانيا.
وتابع، خلال مداخلة هاتفية على فضائية القاهرة الإخبارية، أن قطاع صناعة السيارات في ألمانيا يعتبر من القطاعات الحيوية والمهمة للغاية، ويشكل محركًا رئيسيًا للتصدير والنمو الاقتصادي، فقد بلغت صادرات السيارات وقطاع غيار السيارات في العام الماضي نحو 400 مليار يورو، ما يجعل ألمانيا واحدًا من أكبر المصدرين للسيارات على مستوى العالم.
ارتفاع تكاليف الإنتاج في ألمانيا
وأوضح أن تأثير هذا القطاع لا يقتصر على الاقتصاد الألماني فقط، بل يمتد ليشمل الاقتصاد الأوروبي ككل، خصوصًا أن ألمانيا هي أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، لافتًا إلى أن من أبرز التحديات التي تواجه القطاع هي ارتفاع تكاليف الإنتاج في ألمانيا، حيث تبلغ تكلفة ساعة العمل في مصانع السيارات الألمانية حوالي 150 يورو، بينما لا تتجاوز تكلفة الساعة في دول مثل إسبانيا 60 يورو، وفي المجر حوالي 35 يورو. فهذه الفجوة الكبيرة في تكاليف العمالة تشكل عبئًا كبيرًا على الشركات الألمانية، مما قد يدفعها إلى التفكير في حلول بديلة لتقليل التكاليف.
تكاليف الطاقة
وأضاف أنه بالنسبة لتكاليف الطاقة، فإن ألمانيا تعد من بين أعلى دول أوروبا في تكلفة الكهرباء، وهو ما يزيد من تعقيد الأوضاع بالنسبة للشركات العاملة في صناعة السيارات؛ حيث تعد تكلفة الطاقة المرتفعة من الأسباب الرئيسية التي تؤثر سلبًا على القدرة التنافسية للصناعة الألمانية.
ونوه إلى أنه في ظل هذه التحديات، هناك مؤشرات قوية تدل على احتمالية إغلاق بعض المصانع في ألمانيا، بالإضافة إلى نقل الإنتاج إلى دول أخرى ذات تكاليف إنتاج أقل.
على الصعيد الأوروبي
ولفت إلى أن هذا التحول قد يؤدي إلى إلغاء عشرات الآلاف من الوظائف في القطاع، ما قد يزيد من تعقيد الوضع الاقتصادي في ألمانيا ويؤثر بشكل سلبي على سوق العمل.
وحذر من أن تراجع النشاط في هذا القطاع سيؤثر بشكل كبير على الاقتصاد الألماني، الذي يعتمد بشكل أساسي على صادرات السيارات، كما أن التأثيرات ستكون ممتدة على مستوى الاتحاد الأوروبي، نظرًا للعلاقات الوثيقة بين الصناعات الألمانية وبقية الدول الأوروبية في سلاسل التوريد.
واختتم خبير اقتصادي بأن أزمة صناعة السيارات في ألمانيا تمثل تحديًا اقتصاديًا ليس فقط على مستوى ألمانيا، ولكن أيضًا على مستوى الاقتصاد الأوروبي بشكل عام.
















0 تعليق