وجّه المُراجع المستقل لقوانين الإرهاب في بريطانيا، جوناثان هول، انتقادًا لاذعًا لاستراتيجية الأمن القومي التي أعلنتها الحكومة في يونيو 2025، معتبرًا أنها «قصّرت بشكل خطير» في التعامل مع التهديدات الإلكترونية رغم تصاعدها.
هول ينتقد استراتيجية الأمن القومي لعام 2025
وأشار هول إلى أن الوثيقة ركزت بشكل أساسي على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي بحلول 2035، لكنها تجاهلت التطور السريع لتهديدات الفضاء الرقمي.
وأكد هول في تصريحات سابقة لخطاب يلقيه الثلاثاء أن «معظم الإرهاب في المملكة المتحدة يبدأ عبر الإنترنت»، مشيرًا إلى أن الجماعات المتطرفة والدول المعادية تستغل العالم الرقمي في التجنيد، التحريض، والتخطيط لعمليات قد تكون مدمرة. وقال إن التقليل من حجم الخطر الإلكتروني «خطأ فادح» يجب تصحيحه فورًا.
أمثلة صادمة على تطرف الإنترنت
وفي ذات السياق كشف هول أن المنصات الرقمية أصبحت بيئة حقيقية لإعادة إنتاج الإرهاب في صور جديدة، موضحًا أنه على منصة Roblox الشهيرة يمكن «تمثيل مذابح مدرسية أو هجمات على المساجد».
كما ذكّر بمحاولة رجل مهاجمة الملكة (إليزابيث) الراحلة بقوس ونشاب بعد أن شجعه روبوت دردشة عبر الإنترنت، إضافة إلى قضية ديلان إيرل، الذي حكم عليه بالسجن 23 عامًا بعد أن جُنّد إلكترونيًا من قبل مجموعة «فاجنر» لتنفيذ هجوم حريق ضد معدات مخصصة لدعم أوكرانيا.
تهديدات سيبرانية تتجاوز حدود الإرهاب التقليدي
وقال هول إن المخاطر لم تعد مقتصرة على التطرف، بل وصلت إلى مستويات جديدة من «المراقبة العدائية»، التخريب، والهجمات السيبرانية التي قد تُعطّل بنى تحتية حساسة، مؤكدًا أن الخصوم اليوم يمتلكون أدوات تقنية غير مسبوقة.
ستارمر: التكنولوجيا تغيّر قواعد الحرب
ورغم أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أكد مرارًا أن «التكنولوجيا تعيد صياغة الأمن الداخلي والحرب»، إلا أن هول يرى أن الاستراتيجية الحكومية ما زالت غير كافية لتواكب حجم التهديدات الإلكترونية المتنامية، محذرًا من أن تجاهل هذه الجبهة قد يترك المملكة المتحدة «مكشوفة أمام خصوم أكثر جرأة وقدرة .
يقدّم هول رؤية واضحة، الأمن القومي لم يعد برًا وبحرًا وجوًا فقط، بل فضاءً رقميًا واسعًا تدور فيه أغلب جذور الإرهاب الحديث. ومع تصاعد الهجمات الإلكترونية عالميًا، يدعو الخبير إلى إعادة بناء استراتيجية شاملة تضع الأمن السيبراني في مقدمة أولويات بريطانيا قبل فوات الأوان.
0 تعليق