كشفت صحيفة "لا ديبيش" الفرنسية، أن القرار التنفيذي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن جماعة الإخوان ومحاولة تصنيفهم كمنظمة إرهابية، يهدف إلى مواجهة النفوذ الإقليمي للجماعة والتصدي لما وصفته الإدارة الأمريكية بتشجيع ودعم أعمال العنف، وهو ما قد يؤدي إلى فرض عقوبات شديدة على الجماعة ذات التأثير الكبير في العالم العربي.
وأكد نص القرار الصادر عن البيت الأبيض أن بعض فروع الإخوان في لبنان والأردن ومصر تمارس أو تشجع أعمال عنف واضطراب تهدد استقرار مناطقها، وتشكل تهديدًا مباشرًا للمواطنين الأمريكيين والمصالح الأمريكية.
وأوضحت الإدارة أن هذه الفصائل تقدم دعمًا ماديًا أو تشجع الهجمات المسلحة ضد شركاء الولايات المتحدة.
تتمثل مسؤولية تنفيذ القرار في وزارة الخارجية الأمريكية برئاسة ماركو روبيو ووزارة المالية برئاسة سكوت بيسنت، اللتين ستعملان على تطبيق التدابير المالية والإدارية المرتبطة بالتصنيف، بما يشمل تجميد الأصول وحظر المعاملات ومنع دخول الأفراد المرتبطين بهذه الجماعات إلى الأراضي الأمريكية.
مطالب أمريكية طويلة لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية
وتأتي هذه الخطوة في سياق مطالب طويلة من الجمهوريين وقيادات اليمين الأمريكي لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، وكان ترامب قد أبدى توجهات مماثلة خلال ولايته الأولى.
وعلى المستوى المحلي، سبق لحاكم ولاية تكساس جريغ أبوت أن طبق هذا التصنيف داخل ولايته في الثامن عشر من نوفمبر 2025.
تعد جماعة الإخوان منظمة عابرة للحدود، وتم تصنيفها في مصر كمنظمة إرهابية بعد في عام 2013، وقد تم في عدة دول أخرى، منها المملكة العربية السعودية، والأردن في أبريل 2025، حيث اتهمتها السلطات الأردنية بأنشطتها الموجهة لزعزعة استقرار الدولة، بما في ذلك تصنيع وتخزين الصواريخ والمتفجرات.
على الصعيد الأوروبي، خصص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعين لمجلس الدفاع والأمن الوطني هذا العام لمتابعة ما وصفه بـ "تغلغل جماعة الإخوان"، والبحث في تأثيراتها داخل الأراضي الفرنسية.
يمثل هذا القرار تصعيدًا واضحًا في سياسة الولايات المتحدة تجاه جماعة الإخوان، ويعكس الاهتمام المتزايد بمكافحة نفوذها الإقليمي والسيطرة على أذرعها السياسية والعسكرية في المنطقة وخارجها، ضمن مسعى أوسع لتعزيز الأمن والاستقرار وفق مصالح واشنطن.
0 تعليق